مبارك عليكم أخواني القرّاء عيد الفطر السعيد وكل عام والجميع بخير. أعلنت شركة نوكيا الفلندية مؤخرا تعيين (ستيفن إيلوب) القادم من شركة مايكروسوفت الأمريكية كرئيس جديد للشركة خلفاً للرئيس السابق الفلندي الأصل. حيث عانى الأخير الأمرين بدون جدوى تذكر في تعزيز مكانة هواتف نوكيا النقالة الذكية خصوصا في منطقة شمال القارة الأمريكية. لم يكن هذا مستغرباً خصوصاً بعد إنحدار أداء هواتف شركة نوكيا في فئة هواتف رجال الأعمال الذكية بالمقارنة مع هواتف الآيفون والأندرويد في الأسواق الأمريكية والعالمية، وقد أشرنا إلى ذلك سابقا في مقالة بعنوان "نوكيا في ورطة" قبل ما يقارب من خمسة أشهر من اليوم. يثير هذا القرار العديد من التساؤلات حول جدوى هذا التغيير وما إذا كان بإستطاعة الشخص الغريب عمل ما لم يتمكن من عمله القريب؟
عند مقارنة أحدث هواتف شركة نوكيا الذكية بهواتف آيفون وأندرويد نجد أن من أهم ما تفتقر له هواتف الشركة الفلندية هو نظام التشغيل وتطبيقات المستخدم. فمن أكثر ما يشد المستخدمين في الهواتف المنافسة هو قوة ومرونة أنظمة التشغيل خصوصا فيما يتعلق بشاشات اللمس وسرعة إستجابتها وتوفر العدد الكبير من التطبيقات التي تشمل مختلف جوانب الحياة العملية والترفيهية. فلربما كان إختيار الرئيس الجديد القادم من كبرى شركات البرمجيات الأمريكية (مايكروسوفت) سببا في إحداث طفرة في أنظمة تشغيل وبرمجيات الهواتف المستقبلية من شركة نوكيا. فما نوع وشكل هذه الطفرة القادمة يا ترى؟
تعتبر مهمة الرئيس الجديد صعبة في حقيقة الأمر خصوصا فيما يختص بمنافسة أجهزة الآيفون والأندرويد. فالمتوقع هنا أن تأتي شركة نوكيا بتقنيات جديدة مبتكرة تتفوق بها على منافسيها لتعيد ثقة المستخدمين في أجهزة الشركة. فأكثر ما تحتاج إليه الشركة اليوم هو عدة أفكار إبداعية تنبع من خارج إطار التقنيات السابقة أو الحالية وتأتي بشيء (أو أشياء) جديدة تذهل الجميع وتجعل المنافسين يتسائلون "كيف لم يخطر ببالنا عمل مثل هذا؟". فلربما أتت أجهزة نوكيا في المستقبل بنظام تشغيل من نوع ويندوز موبايل 7 بدلاً من النظام الحالي من نوع سيمبيان. وربما جائت بالنظام المعلن سابقا من قبل الشركة بإسم (MeeGo) والذي يعتبر أول شراكة بين شركتي نوكيا وإنتل في تطوير نظام تشغيل مفتوح المصدر على غرار نظام تشغيل أندرويد من جووجل. بغض النظر عن النظام المستخدم، القضية تكمن في مزايا النظام وكفائته بالمقارنه مع الأنظمة المنافسة. هناك من المختصين كذلك من يرى أن على شركة نوكيا والرئيس الجديد التركيز على قضايا أخرى كذلك، كالإهتمام بالموظفين وجعل الشركة من أفضل أمكنة العمل. الأمر الذي قد يستقطب خبرات عالمية على كفائة عالية تستطيع الإتيان بأفكار جديدة إبداعية. فحسب التقييم الأخير لموقع (Glassdoor.com) المهتم برضى الموظفين في أماكن عملهم، أحرزت شركة نوكيا معدل 3.5 متخلفة بذلك بفارق متوسط عن شركتي أبل وجووجل الذين أحرزتا 3.8 و3.9 على التوالي.
وهناك من يضن أن على الشركة أن تركز على نوع معين أو أنواع محددة من الهواتف التي تنتجها الشركة فقط. فحاليا نرى الشركة تنتج أنواع كثيرة من الهواتف النقالة بمزايا وتقنيات مختلفة تختلف بإختلاف السوق أو الشريحة المستهدفة من المجتمع. الأمر الذي قد يجعل بعضها متشابها إلى حد كبير مع الآخر مما قد يهدر من طاقات وتركيز المطورين. فيمكن للشركة التركيز على أنواع معينة فقط بطريقة تستجمع طاقات وخبرات أكبر لإحداث أعلى قدر من الإبداع. وهناك من يرى أن على الشركة إستخدام نقاط قوتها بشكل كأفضل، فهي تستحوذ على شعبية كبيرة بين الناس في العديد مناطق العالم، فلماذا التركيز (الكبير) على مناطق شمال القارة الأمريكية. كما أنها تمتلك شركة (Navteq) المختصة في أنظمة الملاحة وتحديد المواقع عن طريق الأقمار الصناعية، وشركتي (Plazes) و(Dopplr) المختصتين في تطبيقات الشبكات الإجتماعية على الويب وغيرهم. كل هذا قد يحدث فارقا عند تطوير التطبيقات وإختيار مزايا الأجهزة المستقبلية. أظف إلى ذلك أن مطوري التطبيقات الحاليين قد إعتادوا على أنظمة أبل وأندرويد ووجدوا فيهما إقبالا كبيرا من المستخدمين، الأمر الذي سيجعل شركة نوكيا تبحث عن حوافز مادية وعملية لجذب أكبر عدد من هؤلاء المطورين لإستخدام بيئة أجهزة نوكيا لتطوير البرمجيات في المستقبل. فما رأيكم أخواني القرّاء، إن كنتم في موقف الرئيس الجديد لشركة نوكيا ما هو أول قرار أو عمل ستتخذونه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق