الثلاثاء، يونيو 29، 2010

صراع الهواتف الذكية

إستقبل العالم في الأيام الماضية حدثين مهمين طالما إنتظرهما الكثير من الناس هما كأس العالم لكرة القدم في جمهورية جنوب أفريقيا وتدشين الهاتف الذكي الجديد من شركة أبل الأمريكية آي فون 4 (iPhone 4). حيث رأينا الكثير من الناس في السلطنة يتزاحمون على محلات بيع أجهزة إستقبال القنوات الفضائية ومحلات بيع أجهزة التلفاز سعياً منهم للحصول على أكبر قدر من المتعه والإثارة عند مشاهدة المباريات والتي لا تكرر بهذا الشكل إلا كل أربع سنوات. لن يكون حديثنا اليوم عن هذا الحدث والذي تناولناه في مقالة سابقة حين أشرنا إلى بعض التقنيات المستخدمة فيه كالكرة الجديدة والحذاء الجديد من شركة أديداس وغيرهما. ولن يكون حديثنا كذلك عن المنتج الجديد من أبل والذي تناولته الكثير من مواقع التقنية بشيء من التفصيل بعد تدشينه الأسبوع الماضي والذي جاء بتقنيات جديدة تجعل عمل المنافسين في قطاع الهواتف الذكية أكثر صعوبة. سنتعرض إن شاء الله في هذه المقالة إلى كيف تتنافس الشركات المصنعة لأجهزة الهواتف المحمولة خصوصاً الذكية منها في كسب الزبائن والتي جاء المنتج الأخير من شركة أبل لينافس فيه بقوة. فقد شد إنتباهي أن الكثير من الناس لا يعون الفرق بين أنواع الهواتف الذكية والتي تأتي بأشكال وأحجام ومزايا مختلفة مما يجعلهم لا يحسنون الإختيار عند رغبتهم بشراء هاتف جديد من هذا النوع. أظف إلى ذلك تحيز بعض المستخدمين إلى نوعية معينة من الهواتف والتي قد لا يرضون عنها بديلاً أبداً، ربما لتعودهم عليها وعدم رغبتهم في التغيير. الأمر الذي إن دل على شيء لدل على نجاح الشركة في كسب إخلاص هؤلاء الزبائن مما قد يفوّت عليهم تجربة الكثير من التقنيات الحديثة والتي قد تساعد في إنجاز مهامهم وأعمالهم بسهولة وسلاسة أكثر.


بات بإمكان أي شخص اليوم إقتناء هاتف محمول بحيث أصبحت الأسعار في متناول الجميع. حتى أسعار الإشتراكات من خلال شركات الإتصالات كالنورس وعمان موبايل أصبحت رخيصة، فبعد ما كانت باقة حياك مثلاً من عمان موبايل تكلف الفرد منا ما يقارب من 30 ريال، أصبحت اليوم تأتي بريالين مع رصيد ورسائل مجانية. ولكننا لازلنا نرى إختلاف في أسعار الهواتف المحموله، فهناك ما يكلف بضعة ريالات وهناك ما قد يكلف أكثر من 300 ريال مما قد يعزى إلى متانة الجهاز وجودته ومزاياه. فهناك هواتف من الصين تأتي بمزايا كثيرة وبأسعار زهيدة، وهناك هواتف أخرى من شركات كبيرة بمزايا أقل نسبياً تأتي بأسعار عالية. فكيف يمكن أن نفاضل بين هذا الكم الكبير من الهواتف المحمولة المتوفرة في الساحة اليوم والتي يمكن أن يطلق عليها مصطلح الهاتف الذكي؟


بداية يجب التنوية أن الهواتف الذكية تتسم بقدرتها على "تسهيل" مهام وعمل وهوايات الفرد منا. التركيز هنا على مهمة تسهيل المهام وليس تنفيذ المهام. فلم تعد القدرة على الدخول للإنترنت أو قراءة وإرسال البريد الإلكتروني أو تنظيم المواعيد أو إلتقاط الصور أو عرض ملفات الفيديو أو حتى الألعاب الإلكترونية، هي ما تميز الهواتف الذكية، فكثير من الهواتف تحتوي على أغلب أو مجمل هذه القدرات. فالهواتف الذكية تقوم بتسهيل هذه العمليات كلها بشكل سلس وفي أحيان كثيرة بشكل ممتع مما يجعلها أكثر ملائمةً لأسلوب حياة الفرد منا، بالإضافة إلى دعمها الكبير لتطبيقات الويب الثاني (web 2.0) والتي أدمن عليها الكثير من الناس اليوم.


أهم الشركات المنتجة للهواتف الذكية هي شركة نوكيا وبلاكبيري وأبل وسامسونج وأتش تي سي (HTC) وسوني أريكسون. تقوم هذه الشركات بتبني برمجيات وأنظمة تشغيل مختلفة من حيث التشغيل وواجهة المستخدم. ومن أشهر أنظمة التشغيل نظام سيمبيان من نوكيا ونظام أندرويد من جووجل ونظام ويندوز موبايل من مايكروسوفت. تسعى شركات الهواتف الذكية إلى كسب إخلاص الزبائن لمنتجاتها عن طريق تعويدهم على الأجهزة والبرمجيات. فعند تعود المستخدمين على نوع معين من هذه الأنظمة والأجهزة يجعل عملية التغيير صعبة وغير مستحبة فقد لا يتأتى للواحد منا الوقت اللازم لتعلم كيفية تشغيل الجهاز الجديد. أضف إلى ذلك قائمة المواعيد وأرقام الإتصال المسجلة في الهاتف القديم والتي قد يصعب أحياناً نقلها إلى الهاتف الجديد نضراً لعدم توافق أنظمة التشغيل أو لعدم معرفة المستخدم بالطريقة. الأمر الذي قد يجبر الواحد منا أحياناً إلى شراء أجهزة من نفس الشركة دائماً. كما تسعى بعض الشركات إلى كسب زبائن ومستخدمي أجهزة الشركات الأخرى بتدشين تقنيات جديدة إبداعية وتوظيف مهارات الدعاية والإعلانات لإثارة فضول الناس مما قد يجعلهم ينقادون لتجربة الأجهزة الجديدة متخلين في ذلك عن أجهزتهم القديمة. فعلى سبيل المثال، من أهم ما جعل الناس يقبلون على جهاز الآي فون عند تدشينه لأول مرة في 2007 هو خاصية الشاشة الداعمة لتعدد اللمس (Multi-touch). كما أن من أكثر ما يميز أجهزة البلاكبيري دعمها الكبير لعمليات الرسائل والبريد الإلكتروني، وأجهزة أندرويد تتصف بمرونتها الكبيرة كونها مفتوحة المصدر، أما أجهزة نوكيا فتمتاز بمتانتها في الإتصالات. كل ذلك قد يجذب مستخدمين وزبائن جدد لتجربة أجهزة جديدة قد لم يعتادوا عليها من قبل. فلكم الخيار أخواني القرّاء في إختيار الجهاز الذي تريدون حسب إهتماماتكم الشخصية ونصيحتي بتجربة أشياء جديدة كلما أتيحت لكم الفرصة بدون تسرع أو تبذير.

الأربعاء، يونيو 23، 2010

تقنية الحد من الأعاصير

تعرضت بلادنا الحبيبة قبل أسابيع قليلة لأنواء مناخية صنفت كإعصار من الدرجة الثالثة والذي عرف بإسم إعصار بت (Phet). نحمد الله سبحانه وتعالى على إنقشاع هذا البلاء وعلى رجوع الأمور إلى مجاريها الطبيعية والتي إن دلت على شيء، لدلت بعد رحمة الله وفضله إلى قوة وعزيمة الإنسان العماني وإلى جهود الحكومة الرشيدة في حماية منجزات هذا البلد الكريم. قد يراود اليوم الكثير من الناس هاجس تكرار مثل هذه الأنواء المناخية في الأعوام المقبلة، كوننا شهدنا إعصاراً سابقاً في عام 2007 والذي عرف بإسم إعصار جونو. نعلم جميعاً بأن الأمر جميعاً بيد الله سبحانه وتعالى، فعلينا في البداية أن نكثر من الدعاء والتضرع للمولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من الأنواء المناخية والأعاصير والكوارث الطبيعية. بعد ذلك يجب أن نأخذ بالأسباب المادية والتي قد تجنبنا مساوئ مثل هذه الأحداث أو تقلل من الأضرار البشرية والمادية في حال وقوعها لا سمح الله. سنقوم في هذه المقالة بسرد بعض التقنيات المقبلة (تحت الدراسة والتطوير) والتي تهدف للسيطرة أو الحد من الأعاصير الطبيعية.


دعونا في البداية نشرح ببساطة ما هو المقصود بالإعصار وما هي أهم مصادر قوته؟ تختلف الأعاصير التي تتشكل في فصل الصيف أو الخريف عن تلك الأعاصير والعواصف التي تحدث في الفصول الأخرى بغض النظر عن التشابه في التأثير كالرياح القوية والأمطار والفيضانات. فالإعصار المداري لا يحتوي على واجهة محددة، مما يجعل التنبوء بإتجاهه من الأمور الصعبة كما شاهدنا في إعصار بت الأخير. كما أن رياح الإعصار تضعف بالإرتفاع، فهي أقوى ما تكون في الأسفل مما يجعلها أكثر تدميراً. أظف إلى ذلك أن من أهم مصادر قوة الإعصار هي في الحرارة الناشئة أو الكامنة في عمليات تكثف مياه البحر، مما يجعله يضعف كثيراً عند دخوله في اليابسة لإفتقارة لهذه الطاقة. من هذا كله، توصل بعض العلماء إلى تقنية جديدة تهدف للحد من الأعاصير كما يلي.


بدأ الباحثين والعلماء في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً بعد الأحداث المأساوية لإعصار كاترينا في عام 2005 بالبحث عن ما إذا كان بالإمكان التعامل مع الأعاصير قبل دخولها لليابسة بتقنيات معينة تهدف لإلغاء تكون الأعاصير مثلاً أو إبطالها فور تكونها أو حتى التقليل من حدتها. ففي شهر يوليو من عام 2005، نشرت مجلة الإكونومست (Economist) بحثاً للعالم (Moshe Alamaro) من معهد ماساشوستس للتقنية يقترح فيه إمتصاص أو سرقة مصدر قوة الأعاصير (الإحترار في البحر الناشئ عن عمليات التكثيف) بإستخدام إعصار مداري صغير مفتعل بواسطة الإنسان (صناعي) لتبريد منطقة البحر الكائنه بين اليابسة والإعصار القادم. تأتي هذه الفكرة مشابهة لأحد طرق التعامل مع حرائق الغابات، حيث يعمد المختصون بحرق مساحات معينة بين المناطق المأهوله بالسكان ومناطق الحرائق. فحين تصل هذه الحرائق إلى ذلك المكان لا تجد ما تأكل وبطبيعة الحال تخمد (تأكل نفسها). يتضمن المقترح تسيير بارجات في البحر تحمل على ظهرها محركات نفاثة موجهة للأعلى. تقوم كل بارجة بإحداث تيارات متصاعدة لتجبر ماء البحر على التبخر وبالتالي تقليل درجة حرارة المنطقه. الأمر الذي يساعد كثيراً على تقليل حدة الأعاصير وربما إلى تحويلها إلى منخفضات جوية (نظرياً على الأقل). حضيت هذه التقنية بدعم الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت (Bill Gates). ففي يوليو من العام الماضي أعلن جيتس عن عدة براءات إختراع مبنية حول هذه التقنية بالمساعدة مع عدة علماء للتقليل من حدة الأعاصير.


وفي سلوفاكيا، قام بعض العلماء بتطوير مقترح آخر كذلك للمساهمة في تقليل الأضرار الناجمه عن الأعاصير أسموها "عجلة التكنولوجيا المضادة للأعاصير". تسعى هذه التقنية للحد أو للتقليل من سرعة الأعاصير الصاعدة والتي ينتج عنها ضخ مياه البحر من أسفل سطح البحر إلى أعلى السطح ومن ثم إنتشارها بسرعه في رياح الإعصار القوية مما يجعلها أكثر تدميراً. تعتمد هذه التقنية على تطوير عجلة عملاقة بشكل معين تدور بسرعه وإتجاه معين (عكس حركة الإعصار) تهدف للتقليل من سرعة دوران الإعصار المداري ومن ثم تقليل حدته.


طبعاً جميع هذه التقنيات تعتبر نظرية إلى الآن ولا تخلى من الكثير من النقائص بالإضافة إلى التكلفة المادية والتي قد تقدر بمئات الملايين من الدولارات. أظف إلى ذلك المخاطر المصاحبة والتي تقتضي في كثير من الأحيان الإبحار بإتجاه الإعصار أو على الأقل تحت تاثيره مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة. أعاذنا الله من شر الأعاصير والكوارث وحفظ لنا عماننا الحبيبة وسلطاننا المفدى من كل سوء ومكروه (آمين).

السبت، يونيو 19، 2010

كأس العالم والتقنية

يشاهد الملايين من الناس في هذه الأيام كأس العالم لكرة القدم، أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم (إن لم يكن أكبرها على الإطلاق) والذي يقام في جمهورية جنوب أفريقيا. الجميع متشوق لما سوف يسفر عنه هذا الحدث من مباريات وأهداف ونتائج وإكتشافات للاعبين جدد وربما لإعتزالات أو إقصائات. أضف إلى ذلك الإيرادات المتوقعة للحدث والتي تقدر (رغم الأزمة المالية العالمية) بالمليارات من الدولارات. الأمر الذي يجعل العديد من كبرى الشركات في العالم تتنافس لتحضى بنصيب الأسد في هذه الإيرادات. سنقوم اليوم في هذه المقالة بشرح موقع التقنية الحديثة من كل هذا والتي لاقت في أحيان معينة الكثير من التشجيع وفي أحيان أخرى بقليل من الإهتمام.


من أهم الرعاة لهذا الحدث هي شركة أديداس (Adidas) المختصة بالمنتجات الرياضية والتي ربما كانت الشركة الوحيدة المصنعه لجميع كرات القدم المستخدمة في جميع منافسات كأس العالم (لا أعلم لماذا؟). تأتي هذا الشركة بتقنيات وإبداعات جديدة سوف تستخدم لأول مرة في كأس العالم في جنوب أفريقيا. أول هذه التقنيات هي في صنع كرة القدم الجديدة والتي أسموها جابولاني (Jabulani) بمعني "لنحتفل" بلغة الزولو. تم ربط ودمج أجزاء هذه الكرة حرارياً على عكس كرات القدم السابقة التي إعتمدت على خياطة الأجزاء بعضها ببعض مما سيجعلها أكثر نعومة وسلاسه. كما تم إضافة طبقة خارجية رقيقة للتحكم بقوة إلتماس الأحذية بالكرة بحيث تكون أكثر إلتصاقاُ بالأحذية. كل هذا طبعاً لكي لا يضيع اللاعبين الفرص للتهديف بسبب فقدان السيطرة على الكرة. أضف إلى ذلك الحذاء الجديد من أديداس بإسم (F50 adiZero) والذي لاقى الكثير من الشعبية مؤخراً لأن أفضل لاعب في العالم لعام 2010 (Lionel Messi) يقوم بإرتدائه. يأتي هذا الحذاء الجديد من أديداس بتقنية جديدة تجعل منه الحذاء الأخف في العالم والذي بطبيعة الحال سيساعد على زيادة سرعة اللاعبين (نظرياً على الأقل). تم إستخدام مادة البولي يوريثين (polyurethane) في تصنيع هذا الحذاء بالإضافة إلى إحداث ثقوب صغيره في كل شيء تقريباً لتخفيف الوزن. كما تم كذلك وضع أربطة الحذاء في جانب واحد فقط، لضمان ضربات أكثر سلاسةً للكرة.


من جانب آخر، أعلنت شركة التلفاز الرياضية الأمريكية (ESPN) وقناة الجزيرة الرياضية في وقت لاحق بأنهما تعتزمان بث بعض مباريات كأس العالم للمشاهدين بشكل ثلاثي الأبعاد (3D). فبعد أن قامت بعض القنوات الرياضية مؤخراً بإستخدام تقنية (HD) في بث برامجها، يعتبر هذا الإعلان الأول من نوعه في العالم والتي يتم فيه إستخدام تقنية البث لمشاهد ثلاثية الأبعاد بشكل واسع النطاق. طبعاً سيحتاج المشاهدون إلى شراء أجهزة تلفاز جديدة تتناسب مع هذه التقنية بالإضافة إلى لبس بعض أنواع النظارات الخاصة مما سيجعلهم يعيشوا أجواء المباراة وكأنهم في الملعب. كما بدأ الكثير من مطوري البرمجيات في الهاتف المحمول بتدشين برامج مخصصة لمتابعة هذا الحدث. فعلى سبيل المثال، قامت قناة فوكس لكرة القدم بالتعاون مع شركة (2ergo) بتطوير برنامج خاص لأجهزة الآي فون لمتابعة مباريات وأخبار وصور ومقابلات وتاريخ كأس العالم. وهناك كذلك برمجيات أخرى مشابهة تم تدشينها لتعمل على أنظمة تشغيل مختلفة كالسيمبيان والأندرويد.


كذلك تم إستخدام تقنية الحقيقة الزائدة أو المضافة (Augmented Reality) في الإعلانات الخاصة بكأس العالم. تهدف هذه التقنية إلى تركيب وعرض معلومات إضافية على كل شيء مهم حوالينا تقريباً. ففي كأس العالم، تعتزم بعض الشركات إستخدام هذه التقنية في إضفاء جو من المرح بين المشجعين. فعند مرور المشجعين ببعض أجهزة عرض الإعلانات، ستقوم هذه الأجهزة بعرض صورة المشجع وإضافة أحد أعلام الدول المشاركة على وجهه وكأنه هو أحد مشجعي تلك الدولة. بعد ذلك سيقوم النظام بإطلاق النشيد القومي لذلك البلد. أضف إلى ذلك، أن هذه التقنية قد تساعد مشاهدي المباريات الرياضية والمعلقين في معرفة أسماء اللاعبين والمسافات في الملعب وغيرها من المعلومات التي قد لا تتأتى لأحد منا معرفتها بسهولة. فتجد جهاز التلفاز أو الحاسوب يظهر مثلاً إسم اللاعب فور إستلامه للكرة كما يقوم بإظهار مسافة المرمى من الكرة عند تنفيذ الأخطاء (الفاولات) وحتى سرعة الكرة عند التنفيذ.


أما الفيفا فبدت بمنئى نوعاً ما عن التقنية، خصوصاً بعد رفضها للمقترح الفني الذي يسهم في التأكد من دخول الكرة للمرمى قبل الإعلان عن إحتساب الأهداف. حيث يعتمد هذا المقترح على وضع كاميرات صغيرة رقمية ذات دقة عالية ومستشعرات صغيرة في عدة أماكن داخل المرمى. تقوم هذه الكاميرات بتسجيل لحظة دخول الكرة للمرمى والتواصل مع الحاسوب المركزي الذي بدوره يرسل رساله تنبيهية إلى ساعة الحكم في أقل من نصف ثانية. يهدف هذا النظام إلى عدم إتاحة مجال للشك أو التشكيك بالأهداف المسجلة خصوصاً تلك الأهداف التي تتعدى فيها الكرة خط المرمى ببعض السنتيمترات فقط لوهلة بسيطة.

الاثنين، يونيو 14، 2010

التلفاز الذكي من جووجل

بعدما إستهلكت مؤسسات التقنية كلمة "إلكتروني" في الماضي القريب في مصطلحات عديدة كالتجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية وغيرها، بدأت كلمة "ذكي" تنتشر مؤخراً بين شركات التقنية لترسم التوجه الجديد لمستقبل مختلف الأجهزة الإلكترونية. فهناك اليوم الهاتف الذكي والبطاقة الذكية والبيت الذكي والسيارة الذكية والآن نحن بصدد الحصول على تلفاز ذكي. الأمر الذي يجعلنا نتسائل عما إذا كان كل ذلك سيجعلنا نحن البشر أكثر ذكاءاً؟ خصوصاً المستخدمين منا لهذه التقنيات.


أعلنت شركة جووجل في (20/5/2010) بأنها على صدد تدشين منتج جديد يندرج تحت قطاع التلفزيونات الذكية أسمته تلفاز جووجل (Google TV). سيتم تطوير هذا المنتج بالتعاون مع شركتي سوني (Sony) لإنتاج الجهاز المطلوب وإنتل (Intel) لتطوير المعالج المناسب وستقوم شركة جووجل بتطوير نظام التشغيل والتطبيقات اللازمة. طبعاً تم الإعلان بأن هذا المنتج لن يكون كباقي أجهزة التلفاز، بل سيتميز بمزايا أكثر تجعله أكثر ذكاءاً من كل ما عهدنا في أجهزة التلفاز. سيتمكن الجهاز الجديد من دمج مزايا الحاسوب والإنترنت مع المزايا الحالية لأجهزة التلفاز. أي سيكون بالإمكان الإتصال بالإنترنت عن طريق جهاز التلفاز. طبعاً ليس هذا بجديد، فهذه الفكرة تعتبر قديمة نسبياً حيث حاولت الكثير من شركات التلفاز والتقنية عمل نفس الشيء من خلال نماذج كثيرة لم تنال الكثير من القبول لدى المستخدمين، ربما لصعوبة قراءة النصوص في مواقع الإنترنت من على بعد أكثر من 3 أمتار وإن كان حجم الشاشة كبير.


من أكثر ما سيتميز به الجهاز الجديد من جووجل أيضاً هو القدرة على البحث على قنوات وملفات فيديو وصور من الإنترنت بالإضافة إلى قنوات التلفاز. أي سيتضاعف عدد ما يمكن مشاهدته على التلفاز من مئات القنوات الآن إلى ربما مئات الآلاف من القنوات وملايين ملفات الفيديو والصور. طبعاً هذه القدرة في عرض الكم الهائل من القنوات يجعل من الجهاز أكثر ترفيهاً وذكاءاً (في نظر المطورين) بحيث سيتمكن المستخدمين من الحصول على جميع ما يريدون من وسائل الترفيه في بوتقة واحدة. فحالياً أجهزة التلفاز تحتوي على عدد معين من القنوات التي يصعب معها متابعة جميع برامجها ربما لإختلاف تواقيت هذه البرامج مع جدول مواعيد المستخدم. الأمر الذي يجبر الكثير من الباحثين عن الترفيه إلى اللجوء إلى الإنترنت لمشاهدة هذه البرامج (المسجلة) في الوقت الذي يشاؤوا وربما أيضاً لتنزيلها على الأجهزة التي يشاؤوا كالهاتف المحمول وغيره. فعن طريق هذا الجهاز الجديد سيتمكن المستخدم من مشاهدة ما يريد وقت ما يريد بإستخدام عملية البحث. فيمكن مثلاً أن يقوم المستخدم بالبحث عن مسلسل معين أو حتى عن لقطة هدف معين في مباراة كرة قدم وسيتمكن جهاز التلفاز من سرد جميع القنوات (سواءً الخاصة بالتلفاز أو الإنترنت) وجميع ملفات الفيديو (من موقع اليوتيوب أو مواقع مشابهه) التي يمكن عن طريقها مشاهدة المراد مشاهدته.


ولأن هذا التلفاز سيأتي بنظام تشغيل مفتوح المصدر من نوع أندرويد، سيتمكن المستخدم من تنصيب العديد من البرمجيات والألعاب المختلفة كما هو الحال اليوم مع أجهزة الهاتف المحمول التي تستخدم نفس نظام التشغيل. فسيكون بالإمكان الرد على البريد الإلكتروني وربما التواصل مع الأصدقاء من خلال برامج الدردشة ومواقع الشبكات الإجتماعية أثناء مشاهدتنا لقنوات الجهاز. كما سيمكن القيام بألعاب تفاعلية مع مستخدمين آخرين في آن واحد كما هو الحال اليوم في أجهزة البلاي ستيشن والأكس بوكس. كل هذا طبعاً سيعود بالنفع الكبير على شركة جووجل وحلفائها من الشركات خصوصاً فيما يخص أرباح المبيعات والإعلانات.


أرى أن هذا الذكاء في هذا المنتج قد ينتج عنه غباء أو تفاهة في التفكير. فكثير من الشركات اليوم تبحث عن الربح من خلال إشباع ملذات الناس كعامل الترفيه هنا من خلال ملايين القنوات المرئية. فنحن اليوم نعاني من كثرة الكم وقلة الكيف في قنواتنا. الأمر الذي شغل أوقات الكثير من شبابنا. فنرى من يشاهد يومياً التلفاز لأكثر من 5 ساعات على حساب جوانب أكثر أهمية كالجانب الديني والإجتماعي والعلمي والعملي.