الثلاثاء، مارس 30، 2010

حوسبة السحاب: ما لها وما عليها؟

من أهم ما يقلق القائمين على أقسام تقنية المعلومات يومياً داخل المؤسسات الحكومية والتجارية هو كيفية توفير التقنيات المطلوبة لجميع العاملين بالمؤسسة لزيادة كفاءة الأعمال والعمليات. أضف إلى ذلك عمليات الترقية (upgrade) بين الحين والآخر والتي قد تشمل العديد من الأجهزة داخل مختلف دوائر المؤسسة فيما يخص البرمجيات (software) والأجهزة (hardware). فتارةً نحتاج لشراء أجهزة حاسوب جديدة وتارةً نضطر لشراء بعض البرمجيات الجديدة أو تراخيص إستخدامها. فالتركيز هنا أن نحصل دوماً على أجهزة داخل المؤسسة قادرة على القيام بمختلف الأعمال والمعالجة (processing) والتحليل (analysis) للبيانات. طبعاً كل هذا قد يحتاج للكثير من الجهد والوقت والمال من القائمين على أقسام تقنية ونظم المعلومات في مختلف المؤسسات والذي يمكن أن يستغنى عنه بإستخدام تقنية حوسبة السحاب (cloud computing)، فكيف ذلك؟


إنتشر مؤخراً هذا المصطلح كثيراً بين المهتمين بالتقنية، حيث إرتبط إستخدامه بتطبيقات الإنترنت وكيف يمكن تطوير هذه التطبيقات بأقل تكلفة في أقصر فترة زمنية. هناك أيضاً مصطلحات أخرى كحوسبة الشبكة (grid computing) والحوسبة المنتشرة (ubiquitous computing) والحوسبة اللاإرادية (autonomic computing) وحوسبة المنفعة (utility computing) وغيرها مما قد يظن البعض بأنها بنفس المعنى رغم إختلافها في الأهداف والتركيز. سنحاول اليوم أن نزيل بعض الغموض المحيط بمصطلح حوسبة السحاب والتي تبحث اليوم كبرى شركات التقنية كأمثال شركة مايكروسوفت (Microsoft) وجووجل (Google) وآي بي أم (IBM) في كيفية الإستفادة منها.


تعمل حوسبة السحاب من خلال تفعيل دور الإنترنت في توفير المصادر التقنية القابلة للمشاركة بين المستخدمين. حيث تقوم شركة معينة (طرف ثالث) بتوفير المعلومات والبرمجيات عن طريق الإنترنت (عند الحاجة) لمختلف حواسيب الشركات الأخرى. يستخدم مصطلح "السحاب" هنا كإستعارة عن الإنترنت كونها البنية التحتية لتقنية حوسبة السحاب. فالمقصود هنا أن نقوم بإستعارة البرمجيات والقدرات التحليلية والحوسبية عند الحاجة من الإنترنت. فأجهزة الحاسوب في المؤسسات اليوم لا تحتاج إلا إلى القدرة على الوصول إلى الإنترنت من خلال متصفح وإشتراك سريع للإنترنت. ولعل من أكثر تطبيقات حوسبة السحاب شيوعاً بين الناس اليوم هو تطبيقات البريد الإلكتروني في الإنترنت عن طريق شركة مايكروسوفت (Hotmail) أو ياهوو (Yahoo Mail) أو جووجل (Gmail). فبإستخدامنا لهذه التطبيقات، لا نحتاح إلى تثبيت برنامج بريد إلكتروني في أجهزتنا الخاصة. أظف إلى ذلك أيضا خدمة (Google Documents) والتي يستطيع المستخدمين من خلالها تحرير ملفات مشابهه لملفات الوورد (Word) والإكسل (Excel) والبوربوينت (PowerPoint) بالمجان.


من أهم ما يميز تقنية حوسبة السحاب هو قدرة المستخدمين على الوصول للبرمجيات والبيانات والملفات المطلوبة من أي مكان وفي أي وقت بشرط توفر خدمة الإنترنت والتي باتت اليوم منتشرة في جميع أرجاء العالم. أظف إلى ذلك التوفير الواضح في تكاليف شراء وإستخدام البرمجيات والأجهزة. فلن نحتاج بعد اليوم إلى شراء أحدث وأسرع وأكثر الأجهزة تخزينا في العالم، بل على العكس كل ما سنحتاجه هو حاسوب بسيط مكون من شاشة ولوحة مفاتيح وفأرة ومعالج بسيط قادر فقط على تشغيل برنامج حوسبة السحاب والذي عادةً ما يكون متصفح إنترنت. أما الشركات، فلن تحتاج إلى شراء الكثير من الأجهزة والبرمجيات لمختلف الموظفين بين الحين والآخر وكل ما ستحتاج له هو دفع قيمة إشتراك شهرية في خدمات إحدى الشركات المتخصصة في حوسبة السحاب كأمثال شركة أمازون (Amazon) وشركة (AT&T) وشركة إنومالي الكندية (Enomaly) وغيرها.


لعل من أكثر ما يقلق الشركات والأفراد في تبني تقنية حوسبة السحاب اليوم هو قضية الأمن والخصوصية الإلكترونية. فالبعض يظن أن حفظ أمن المعلومات يتم بشكل أفضل داخل حدود الشركات عنه عند إيداع البيانات في خادمات شركات حوسبة السحاب. أضف إلى ذلك إعتقاد الجميع أن بإستطاعة الشركات الموفرة لخدمات حوسبة السحاب أن تتطلع على البيانات والمراسلات الخاصة بالشركات المستخدمة لهذه الخدمات (الخصوصية). في رأيي الشخصي، تعتمد شركات التقنية جميعاً اليوم على سمعتها وثقة المستخدمين في أدائها ومصداقيتها. فالسمعة قد تحيي أو تميت أي شركة في العالم. لذلك (نظرياً) لن تستطيع أي شركة أن تحاول العبث بمعلومات الزبائن خيفة أن ينكشف أمرها عند محاولتها إستغلال أو إستخدام هذه المعلومات. الأمر الذي سيواجه طبعاً بكثير من القضايا القانونية التي ستلقي عاتقها على سمعة ومستقبل هذه الشركة. من جانب آخر، أجد من أكثر المجالات قابلية لتبني تقنية حوسبة السحاب هو عالم الجوال. حيث تقوم حالياً الكثير من شركات المحمول (سواءاً المطورة للأجهزة أو البرمجيات) بمحاولة إستغلال هذه التقنية في توفير خيار سهل ورخيص للحصول على الكثير من خلال القليل. فالكثير هنا هو البرمجيات والمعلومات وقدرات الحوسبة في تقنية حوسبة السحاب، أما القليل فهو أجهزة الهواتف النقالة وما تحتويه من مواصفات محدودة نسبياً.

الأحد، مارس 21، 2010

هل أنت مع البرمجيات الحرة أم المحتكرة؟

هل تحلم بعالم مليء ببرامج الحاسوب التي يستطيع أصحابها أن يقوموا بنشرها وتوزيعها على من يريدوا بدون إستئذان. ويمكنهم كذلك أن يدرسوها وتعلم كيف تم بنائها وتطويرها، وأن يغيروا ويعدلوا فيها كيف ما شائوا وبعد ذلك بيعها أو فقط نشرها بالمجان لجميع الناس. هذا العالم سيقلب موازين كل ما ألفناه من مبادئ تطوير وشراء برمجيات الحاسوب والتي تمنع النسخ بموجب قوانين الملكية الفكرية، حتى أن في بعض الأحيان يُمنع المستخدم من تثبيت البرنامج في أكثر من جهاز شخصي داخل البيت. فالفكرة هنا أن شركات البرمجيات تضع الكثير من القيود علينا نحن المستخدمين في كيفية التعامل مع برامج الحاسوب بعد شرائها، فلا نستطيع أن ننسخها لغيرنا ولا أن نعدل فيها أو دراستها ولا حتى تثبيتها في جميع أجهزتنا الشخصية. وقد تتضمن البرمجيات أيضاً طرق حماية (تجسس) من قبل الشركة المطورة لضمان عدم خرقنا لهذه القوانين والتي قد تودي بأحدنا إلى دفع الغرامات أو السجن حسب ما يأتي في إتفاقيات الإستخدام. فإن لم نستطع نحن كمستخدمين فحص ودراسة البرنامج، فكيف نضمن عدم خلوه من طرق تجسس لأسباب وأهداف تتعدى حماية الملكية الفكرية؟ ومما يزيد القلق أيضاً إنتشار هذه البرمجيات ليس فقط بين الأفراد ولكن حتى بين الشركات والجهات الحكومية والأمنية مما يجعلها عرضة للتجسس دون سابق علم. فالمسألة أصبحت تخص الأمن القومي للدول، فهل يا ترى الحل في البرمجيات الحرة (Free Software


إستضافت جامعة السلطان قابوس الأسبوع الماضي "رتشارد ستولمن"، رئيس مؤسسة البرمجيات الحرة بالولايات المتحدة الأمريكية ومطور أنظمة (GNU) و(Linux)، والذي قدم محاضرة بعنوان "فلسفة البرمجيات الحرة: تداول، أخلاق، ممارسة". تطرق المحاضر إلى جوانب عديدة من هذه الفلسفة والتي تدور حول تحرير برمجيات الحاسوب من القيود. فالهدف هنا أن يحصل المستخدمين على الحريات التالية بعد شراء أي برنامج خاص بالحاسوب (1) الحرية في إستخدام البرنامج لأي غرض سواءاً كان غرضاً شخصياً أو تعليمياً أو تجارياً (2) الحرية في دراسة كيفية عمل البرنامج وإجراء التعديلات عليه (3) الحرية في إعادة توزيع البرنامج لمساعدة الآخرين في الإستخدام والدراسة والتطوير سواءاً بالمجان أو نظير رسوم معينة (4) الحرية في توزيع البرنامج بعد إجراء التعديلات عليه كذلك إما بالمجان أو لقاء رسوم مادية. يجب التنبيه هنا أن هذه الحركة لا تهدف في نشر البرمجيات بالمجان، بل على العكس تشجع حركة البرمجيات الحرة على بيع البرمجيات وتبادلها لقاء مبالغ مادية قد تختلف بإختلاف البائع أو الموزع.


أشار "ستولمن" أن هذه الحريات الأربع تنعكس على جميع جوانب الحياة التي نستخدم فيها التقنية وبرمجيات الحاسوب كالجانب التعليمي مثلاً، حيث تقوم معظم الجهات التعليمية اليوم بتدريس منتجات محتكرة (Proprietary Software) من أمثال منتجات شركة مايكروسوفت (Microsoft) وأدوبي (Adobe) وأبل (Apple). في هذا الجانب إعتبر "ستولمن" أن قيام المؤسسات التعليمية بإستخدام البرمجيات التجارية المحتكرة من أكبر الخطايا التي قد ترتكب في حق الأطفال والناشئة. حيث تسعى مثل هذه الشركات (من وجهة نظره) إلى تسويق منتجاتها بشكل مغري لهذه الجهات التعليمية بهدف تحقيق أرباح خيالية في المستقبل من خلال تكوين ولاء (Loyalty) بين الطلبة لمنتجات الشركة دون إعطائهم القدرة على دراسة كيف تعمل هذه البرمجيات أو إحداث تعديلات عليها. ليس ذلك فحسب، فإن دراسة الأطفال في المدرسة لبرمجيات شركة معينة مثلاً، سوف تُجبر أولياء الأمور أن يشتروا نفس المنتجات في البيت أيضاً لضمان عمل الملفات المستخدمة وملائمة معرفة أبنائهم الفنية. بعد ذلك سيقوم الأولاد في المستقبل بإستخدامها والتوصية بإستخدامها في العمل من باب "من شب على شيء شاب عليه"، دون أدنى علم بكيفية عملها أو القدرة على تعديلها أو محاولة إستبدالها بنتج آخر أو حتى نسخها وتوزيعها. وعند إنتشارها لدى الأفراد، ستجبر الدولة في إستخدام نفس البرمجيات لتتماشى مع المعرفة العامة. أظف إلى ذلك أنه كلما نزل إصداراً جديداً في السوق، بات على الناس (عاجلاً أم آجلاً) أن يشتروا ويثبتوا الأصدار الجديد في أجهزتهم المنزلية وأجهزة العمل بغض النضر إن أعجبهم التغيير والمزايا الجديدة أم لا. ليس هذا على المستوى الفردي فقط، بل حتى على مستوى المنظمات والشركات والدول (تخيل الأرباح). فينظر "ستولمن" أن من الواجب على برمجيات الحاسوب أن تكون حرة تتيح للمتعلم دراستها وتعديلها وحرية نشرها وإستخدامها على النحو الذي يريد المستخدم ليس على النحو الذي تريد الشركة، مما لا يدع مجالاً أمام الإحتكار وتحقيق الأرباح الخيالية.


طبعاً قد يتسائل البعض كيف تختلف هذه البرمجيات الحرة (Free Software) عن البرمجيات ذات المصدر المفتوح (Open Source Software). في حقيقة الأمر، نشأت حركة البرمجيات ذات المصدر المفتوح من خلال مبدأ البرمجيات الحرة في عام 1998م لتجنب سوء الفهم الذي قد ينتج من إستخدام مصطلح البرمجيات الحرة ولتسويق الفكرة لدى رجال الأعمال ذوي العلاقة. مع مرور الوقت أخذ المصطلحين يأخذان منحنيين مختلفين. فالإختلاف حالياً يكمن في التركيز والأهداف المرجوة. فمنظور البرمجيات ذات المصدر المفتوح هو حول كيفية تطوير وبناء البرمجيات، أما البرمجيات الحرة فمنظورها إجتماعي من حيث تعميم حرية الأفراد في كيفية إستخدام برمجيات الحاسوب فيما بينهم. فبعد كل هذا ما رأيك أخي القاريء أختي القارئة، هل أنت مع توجه البرمجيات الحرة أم لا؟

الأحد، مارس 14، 2010

أحب التقنية والحاسوب فماذا أدرس؟

كثيراً ما يتسائل الناس المحبين لعالم التقنية والحاسوب عن التخصصات الأكاديمية والمهنية المتوفرة في العالم اليوم وعن الفروق فيما بينها سعياً منهم لمعرفة التخصص الأفضل والأنسب لهم. فهذه التخصصات تختلف فيما بينها بإختلاف الأهداف والتركيز، فهناك مثلاً تخصصات البكالوريوس في تخصص تقنية المعلومات أو نظم المعلومات أو علوم الحاسوب أو هندسة الحاسوب وغيرها وهناك كذلك تخصصات مماثلة مهنية تكسب الملتحق شهادة دبلوم أو دبلوم عالي. أضف إلى ذلك الشهادات المعتمدة دولياً كالرخصة العالمية لقيادة الحاسوب (ICDL) أو الشهادات المعتمدة من بعض الشركات العالمية كأمثال شركة مايكروسوفت (Microsoft) وشركة أبل (Apple) وسيسكو (Cisco) وأوراكل (Oracle) وغيرها. كذلك هناك المهارات المختلفة والمتجددة والتي يبحث عنها أصحاب العمل بين الفينة والأخرى على حسب ظروف العمل وتوجه السوق كمهارة إدارة المواد بإستخدام نظام ساب (SAP) أو مهارة التعامل مع منتج مايكروسوفت خادم التجارة (Microsoft Commerce Server) الخاص بإنتاج تطبيقات التجارة الإلكترونية وغيرها. كل ذلك وأكثر يزيد الحيرة عند الراغب في دراسات التقنية والكومبيوتر، فماذا ندرس بالضبط؟


مما يزيد الحيرة لدينا أيضاً هو القناعات الإجتماعية المنتشرة لدى الكثير منا من أمثال أن الشهادات الأكاديمية كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه هي الأفضل أو أن على المرء منا بعد إنهائة درجة البكالوريوس أن يسعى إلى الماجستير دون النظر إلى الإحتياجات والإهتمامات الشخصية لكل منا وطبيعة وإحتياجات العمل. أظف إلى ذلك مبدأ التعلم من أجل الوظيفة أو الترقية والتي تجعل الناس يقبلون على كل ما هو جديد ومطلوب في سوق العمل بغض النظر عن ميولهم الشخصي وإهتماماتهم. يجب التنويه هنا إلى أمر مهم قبل الحديث عن كيفية المفاضلة بين البرامج المطروحة ذات العلاقة بالتقنية والحاسوب وهو أن على الفرد منا أن يختبر نفسه وإهتماماته قبل كل شيء. فكما هو معروف، يمكن للإنسان أن ينجح في كل شيء تقريباً ولكنه لن يستطيع أن يبدع إلا في ما يحب. فعلى كل منا أن يحدد له رؤية ورسالة في الحياة تندرج تحتها جميع قراراته وإختياراته. فليس صحيحاً أن على كل من يحصل على نسبة 99% في الشهادة الثانوية العامة أن يصبح طبيباً أو مهندساً فلربما رغب أن يكون معلماً أو أديباً فذاً. وليس ممنوعاً على كل من لا يأتي بنسبة جيدة أن لا يحاول أن يتميز مثلاً في مجال الطب أو التقنية إن كان يشعر بإهتمام وميول كبيرين نحو أحدهما. فعلى الواحد منا أن يستشير من هو أهل بالإستشارة ومن بعد ذلك يزن الأمور حسب رسالته في الحياة ويقوم بإتخاذ قراراته بنفسه.


نأتي الآن إلى الفروق العامة بين البرامج المطروحة وكيفية المفاضلة بينها. لن نقوم بعمل مفاضلة بين الجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية هنا ولكن أستطيع القول أن الشهادة الأكاديمية الأولى (البكالوريوس) هي البداية الصحيحة لمعظم الناس، كلٌ حسب مقدرته العلمية والمادية. فإن لم تستطع فعليك بالشهادات المهنية كالدبلوم والدبلوم العالي. بعد ذلك تأتي الشهادات التخصصية أو الدولية للراغبين بالعمل في المجال التطبيقي العملي سواءا كان في الجهات الحكومية أو الخاصة. أما الراغبين بالمناصب الإدارية والإستشارية فتكملة السلم الإكاديمي سيكون خيارهم كالماجستير والدكتوراه وأبحاث ما بعد الدكتوراه. أظف إلى ذلك ضرورة الإنتباه لتوجهات السوق وإحتياجات المؤسسات المختلفة. فعلى الواحد منا أن لا يكتفي فقط بدراسة معينة بذاتها كالبكالوريوس أو الدبلوم مثلاً وينتظر من جهة عمله الإشراف على تدريبه وصقل مواهبه فقد لا يتأتى له الحصول على ذلك. فيجب أن نخصص جزء من عائدنا المالي (الراتب مثلاً) لغرض التدريب في مجالات مختلفة كالتي سنذكرها الآن.


للراغبين بمعرفة ما هو التوجه الجديد والمهارات أوالشهادات التخصصية المطلوبة عالمياً اليوم فهي كالآتي حسب مؤشر مهارات تقنية المعلومات وشهادات الدفع الصادر عن شركة فوت بارتنرز (Foote Partners). أهم ثلاثة مهارات حسب نمو القيمة السوقية هي مايكروسوفت إكشينج سيرفر (Microsoft Exchange Server) بنسبة نمو تقدر ب 50% خلال الأشهر الستة الماضية. وبنفس نسبة النمو كذلك تأتي مهارة البرمجة بإستخدام لغة السي بلس بلس (C++) وبعد ذلك تأتي مهارة ال (SAP Web Dynpro) لتطوير واجهات نظام الساب عن طريق الإنترنت. أما بالنسبة للشهادات التخصصية فتأتي شهادة شركة (GIAC) فيما يخص بأساسيات الأمن بنسبة نمو تقارب ال 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تليها شهادة شركة (CompTIA) لفنيي الشبكات بنسبة نمو تقدر ب 33.3% خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وبنفس نسبة النمو تأتي شهادة أخرى من نفس الشركة الماضية تختص بالأمن (Security+). وللإطلاع على باقي المهارات والشهادات الأكثر نموا حاليا يمكنك أخي القارئ أختي القارئة البحث في الإنترنت عن هذا المؤشر والإطلاع على بعض نتائجه. طبعا يجب التنويه أن مثل هذه الدراسات والمؤشرات قد تختلف نتائجها من دولة لأخرى، فعلى الواحد منا أن يتابع توجه السوق المحلي أو الإقليمي قبل العالمي لمعرفة خطوته التدريبية العلمية المقبلة الواجب إتخاذها.

الثلاثاء، مارس 09، 2010

مايكروسوفت تقلب موازين الهاتف المحمول

دشنت شركة مايكروسوفت (Microsoft) الأمريكية في الخامس عشر من الشهر الماضي نسخة جديدة من نظامها التشغيلي لأجهزة الهواتف المحمولة الذكية أسمته ويندوز فون 7 (Windows Phone 7) على غرار نسختها الجديدة من أنظمة التشغيل الخاصة بالحواسيب. يعتبر المحللين أن هذه النسخة سوف تعيد صياغة كل ما تعلمناه وعرفناه عن أنظمة التشغيل في الأجهزة المحمولة الذكية التي تعمل باللمس. ليس هذا فحسب، فبعد ما واجهت الشركة الكثير من الإنتقادات الحادة حول النسخ الماضية من أنظمة ويندوز موبايل مما أدى إلى نزوح الكثير من المستخدمين إلى أنظمة منافسة أخرى كأمثال أجهزة الآي فون بأنظمة تشغيل خاصة بشركة أبل الأمريكية، وأجهزة أخرى تعمل من خلال نظام تشغيل الأندرويد (Android) من شركة جووجل، جاء هذا النظام الجديد (ويندوز فون 7) ليضع شركة مايكروسوفت على خارطة الإبداعات من جديد ولربما وضع على باقي أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ملصقاً مكتوب عليه "عفا عليه الدهر".


تأتي أجهزة الهواتف المحمولة كما هو معلوم بعدة أنظمة تشغيل حالها حال أجهزة الحاسوب حيث تقوم هذه الأنظمة بالتحكم بمختلف وظائف الهاتف. أشارت شركة كانالس (Canalys) المختصة بالتحليل التقني في تقريرها الإحصائي للربع الثاني من عام 2009م أن أهم هذه الأنظمة وأشهرها في العالم هو نظام السيمبيان (Symbian) والذي يُعزى نجاحه إلى نجاح هواتف شركة نوكيا التي تعتبر من أكبر الشركات العالمية المستخدمة للنظام والتي تسيطر تقريباً على نصف حصة السوق العالمية. يأتي بعد ذلك نظام تشغيل أجهزة البلاكبيري (Blackberry) التابعة لشركة رم (RIM) الكندية المختصة بشكل كبير في قطاع رجال الأعمال، ثم نظام تشغيل الآي فون من شركة أبل (Apple) الأمريكية وبعد ذلك نظام الويندوز من مايكروسوفت والذي نحن اليوم بصدد التحدث عن آخر النسخ من هذا الإصدار. طبعاً هذا الترتيب في الإنتشار حول العالم يختلف بإختلاف القارات والمناطق وحتى الدول. فعلى سبيل المثال تتفوق أنظمة تشغيل البلاكبيري والآي فون على السيمبيان بشكل كبير في بلدان أمريكا الشمالية على عكس الوضع عندنا في الخليج العربي. كما تختلف هذه الأنظمة فيما بينها في كيفية دعمها لمختلف مزايا الهاتف المحمول. فنرى مثلاً، نظام السيمبيان يلائم بشكل كبير الهواتف ذات الأزرار، في حين يدعم الآي فون والويندوز موبايل خاصية تعدد اللمس (Multitouch) والتي تمكن المستخدم من إستخدام أكثر من إصبع للتعامل مع وظائف الجهاز.


إذاً، ما هو الجديد في نظام التشغيل ويندوز فون 7 بالمقارنة مع النسخ السابقة من هذا النظام؟ طبعاً أخي القارئ أختي القارئة، إن كنتم من مستخدمي هذا النظام أو سبق لكم أن شاهدتم أو إستخدمتم أحد الأجهزة التي تأتي بأنظمة تشغيل من نوع ويندوز، فالإجابة هي "كل شيء مختلف". ليس ذلك فحسب، فحتى إن أردنا أن نقارن بين هذا الإصدار وبقية أنظمة التشغيل المنشرة في العالم، فسنرى توجه جديد بالكامل في كيفية صياغة واجهة المستخدمين للهواتف المحمولة التي تعمل باللمس بشكل مختلف تماماً عن ما شاهدناه مثلاً في الآي فون وحتى أجهزة الأندرويد. ليس هذا تسويقاً للإصدار الذي لن يرى النور في القريب العاجل لأسباب خاصة بالمتطلبات الفنية للجهاز القادر على تشغيل هذا الإصدار، ولكن إشارة إلى التوجه الجديد الذي نتوقع أن تنتهجه إصدارات الهواتف المحمولة الذكية في المستقبل.


من أهم المزايا الجديدة في هذا الإصدار هو تغير واجهة المستخدم (User Interface) تماما، فلا وجود لقائمة البداية (Start Menu). في الحقيقة لا وجود للقوائم أصلاً ولا وجود للنوافذ (Windows) عند فتح البرامج ولا حتى الأيقونات (Icons) التي تعودنا عليها في فتح برامج ويندوز ولا شيء مما عهدناه في أنظمة تشغيل ويندوز كالقوائم النازلة (Drop-down Menus) ومدير المهام (Task Manager). أظف إلى ذلك تركيز هذا الإصدار على خاصية تعدد اللمس بشكل كبير للتعامل مع مختلف البرامج والوظائف في الهاتف من خلال أيقونات كبيرة أشبه بالقرميد (Tiles) والتي تعطي معلومات تتحدث بإستمرار حسب الوظيفة. كذلك هناك دمج كبير بين المعلومات في الإنترنت عن طريق تقنية حوسبة السحاب (cloud computing) وبين ويندوز فون 7 بحيث يمكن للمستخدم معرفة معلومات مختلفة عن نفس الشي في نفس الوقت. يتم ذلك من خلال دمج كل ما يمكن للجهاز دمجه من داخل وخارج الجهاز (الإنترنت) من ملفات فيديو وصور وإيميل ومكالمات ورسائل نصية وغيرها وتلخيصها في أيقونات أو أزرار كبيرة تتحدث بإستمرار. لمزيد من المعلومات أنصح بزيارة موقع شركة مايكروسوفت أو مشاهدة العديد من ملفات الفيديو التي تستعرض هذا الإصدار وميزاته الكثيرة.


في رأيي الخاص، يأتي هذا الإصدار على خطى توجه عالمي تقني يعرف بإسم الحوسبة المنشرة (Pervasive Computing) والذي كنا نعتبره سابقاً مستقبلاً صعب المنال. حيث بتنا اليوم نشهد تطبيقات تقودنا وبسرعة لهذه التقنية والتي تُعنى بدمج كل شي حولنا من خلال زرع قدرات إتصالات وحوسبه في هذه الأشياء والتي ستجعلنا نتحكم بالأشياء عن بعد بطريقة سلسة وسريعة كأن تتمكنوا مثلا أخواني القراء من فتح باب بيتكم لضيف جاء لزيارتكم وأنتم في العمل مثلاً، عندها سيتمكن نظام التكييف في منازلكم من اشتعار دخول الضيف ومن معرفة درجة الحراره المفضله عنده وفتح مكيف الهواء على ذلك النحو. وقيسوا على ذلك كيف ستكون التطبيقات المستقبلية!