الأحد، مارس 14، 2010

أحب التقنية والحاسوب فماذا أدرس؟

كثيراً ما يتسائل الناس المحبين لعالم التقنية والحاسوب عن التخصصات الأكاديمية والمهنية المتوفرة في العالم اليوم وعن الفروق فيما بينها سعياً منهم لمعرفة التخصص الأفضل والأنسب لهم. فهذه التخصصات تختلف فيما بينها بإختلاف الأهداف والتركيز، فهناك مثلاً تخصصات البكالوريوس في تخصص تقنية المعلومات أو نظم المعلومات أو علوم الحاسوب أو هندسة الحاسوب وغيرها وهناك كذلك تخصصات مماثلة مهنية تكسب الملتحق شهادة دبلوم أو دبلوم عالي. أضف إلى ذلك الشهادات المعتمدة دولياً كالرخصة العالمية لقيادة الحاسوب (ICDL) أو الشهادات المعتمدة من بعض الشركات العالمية كأمثال شركة مايكروسوفت (Microsoft) وشركة أبل (Apple) وسيسكو (Cisco) وأوراكل (Oracle) وغيرها. كذلك هناك المهارات المختلفة والمتجددة والتي يبحث عنها أصحاب العمل بين الفينة والأخرى على حسب ظروف العمل وتوجه السوق كمهارة إدارة المواد بإستخدام نظام ساب (SAP) أو مهارة التعامل مع منتج مايكروسوفت خادم التجارة (Microsoft Commerce Server) الخاص بإنتاج تطبيقات التجارة الإلكترونية وغيرها. كل ذلك وأكثر يزيد الحيرة عند الراغب في دراسات التقنية والكومبيوتر، فماذا ندرس بالضبط؟


مما يزيد الحيرة لدينا أيضاً هو القناعات الإجتماعية المنتشرة لدى الكثير منا من أمثال أن الشهادات الأكاديمية كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه هي الأفضل أو أن على المرء منا بعد إنهائة درجة البكالوريوس أن يسعى إلى الماجستير دون النظر إلى الإحتياجات والإهتمامات الشخصية لكل منا وطبيعة وإحتياجات العمل. أظف إلى ذلك مبدأ التعلم من أجل الوظيفة أو الترقية والتي تجعل الناس يقبلون على كل ما هو جديد ومطلوب في سوق العمل بغض النظر عن ميولهم الشخصي وإهتماماتهم. يجب التنويه هنا إلى أمر مهم قبل الحديث عن كيفية المفاضلة بين البرامج المطروحة ذات العلاقة بالتقنية والحاسوب وهو أن على الفرد منا أن يختبر نفسه وإهتماماته قبل كل شيء. فكما هو معروف، يمكن للإنسان أن ينجح في كل شيء تقريباً ولكنه لن يستطيع أن يبدع إلا في ما يحب. فعلى كل منا أن يحدد له رؤية ورسالة في الحياة تندرج تحتها جميع قراراته وإختياراته. فليس صحيحاً أن على كل من يحصل على نسبة 99% في الشهادة الثانوية العامة أن يصبح طبيباً أو مهندساً فلربما رغب أن يكون معلماً أو أديباً فذاً. وليس ممنوعاً على كل من لا يأتي بنسبة جيدة أن لا يحاول أن يتميز مثلاً في مجال الطب أو التقنية إن كان يشعر بإهتمام وميول كبيرين نحو أحدهما. فعلى الواحد منا أن يستشير من هو أهل بالإستشارة ومن بعد ذلك يزن الأمور حسب رسالته في الحياة ويقوم بإتخاذ قراراته بنفسه.


نأتي الآن إلى الفروق العامة بين البرامج المطروحة وكيفية المفاضلة بينها. لن نقوم بعمل مفاضلة بين الجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية هنا ولكن أستطيع القول أن الشهادة الأكاديمية الأولى (البكالوريوس) هي البداية الصحيحة لمعظم الناس، كلٌ حسب مقدرته العلمية والمادية. فإن لم تستطع فعليك بالشهادات المهنية كالدبلوم والدبلوم العالي. بعد ذلك تأتي الشهادات التخصصية أو الدولية للراغبين بالعمل في المجال التطبيقي العملي سواءا كان في الجهات الحكومية أو الخاصة. أما الراغبين بالمناصب الإدارية والإستشارية فتكملة السلم الإكاديمي سيكون خيارهم كالماجستير والدكتوراه وأبحاث ما بعد الدكتوراه. أظف إلى ذلك ضرورة الإنتباه لتوجهات السوق وإحتياجات المؤسسات المختلفة. فعلى الواحد منا أن لا يكتفي فقط بدراسة معينة بذاتها كالبكالوريوس أو الدبلوم مثلاً وينتظر من جهة عمله الإشراف على تدريبه وصقل مواهبه فقد لا يتأتى له الحصول على ذلك. فيجب أن نخصص جزء من عائدنا المالي (الراتب مثلاً) لغرض التدريب في مجالات مختلفة كالتي سنذكرها الآن.


للراغبين بمعرفة ما هو التوجه الجديد والمهارات أوالشهادات التخصصية المطلوبة عالمياً اليوم فهي كالآتي حسب مؤشر مهارات تقنية المعلومات وشهادات الدفع الصادر عن شركة فوت بارتنرز (Foote Partners). أهم ثلاثة مهارات حسب نمو القيمة السوقية هي مايكروسوفت إكشينج سيرفر (Microsoft Exchange Server) بنسبة نمو تقدر ب 50% خلال الأشهر الستة الماضية. وبنفس نسبة النمو كذلك تأتي مهارة البرمجة بإستخدام لغة السي بلس بلس (C++) وبعد ذلك تأتي مهارة ال (SAP Web Dynpro) لتطوير واجهات نظام الساب عن طريق الإنترنت. أما بالنسبة للشهادات التخصصية فتأتي شهادة شركة (GIAC) فيما يخص بأساسيات الأمن بنسبة نمو تقارب ال 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تليها شهادة شركة (CompTIA) لفنيي الشبكات بنسبة نمو تقدر ب 33.3% خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وبنفس نسبة النمو تأتي شهادة أخرى من نفس الشركة الماضية تختص بالأمن (Security+). وللإطلاع على باقي المهارات والشهادات الأكثر نموا حاليا يمكنك أخي القارئ أختي القارئة البحث في الإنترنت عن هذا المؤشر والإطلاع على بعض نتائجه. طبعا يجب التنويه أن مثل هذه الدراسات والمؤشرات قد تختلف نتائجها من دولة لأخرى، فعلى الواحد منا أن يتابع توجه السوق المحلي أو الإقليمي قبل العالمي لمعرفة خطوته التدريبية العلمية المقبلة الواجب إتخاذها.

هناك 3 تعليقات:

  1. وفقكم الله دكتور ..
    لدي إستفسار عن مصطلح لم أفهمه في هذه العبارة من المقال :
    ( وبعد ذلك تأتي مهارة ال (SAP Web Dynpro) لتطوير واجهات نظام الساب عن طريق الإنترنت) .. مامعنى الساب؟

    وجزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. الساب (SAP) هي شركة عالمية مقرها ألمانيا متخصصة بشكل كبير في تطوير برامج تخطيط مصادر المؤسسات (Enterprise Resource Planning). يأتي هذا النظام ليعمل على دمج البرمجيات وأنظمة المعلومات المختلفة داخل المؤسسات.

    ردحذف