الثلاثاء، فبراير 22، 2011

سياسة التقنية أمام سياسات الدول



لا يختلف اثنان اليوم حول التأثير الواضح للسياسة كعلم وعمل على مختلف جوانب الحياة في جميع بلدان العالم. فطالما أُخضع اقتصاد الدول وربما دينها وغيرها من القطاعات المهمة تحت وطأة التأثيرات السياسية بحجة المصلحة العامة واﻷمن القومي. أما اليوم فقد بدأنا نشهد تحولا جذريا في هذا الجانب بحيث بتنا نلمس التأثير العكسي والمباشر ﻷحد أهم قطاعات التنمية داخل البلدان وهو قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في صياغة السياسات في مختلف دول العالم (العربية والغربية على حد سواء). اﻷمر الذي أجبر بعض الدول مؤخراً إلى قطع بعض أو كل خدمات اﻹنترنت والاتصالات من باب السيطرة على ثورات الشعوب المطالبة باﻹصلاح والتغييرات السياسية كما هو الحال في مصر واليمن وسوريا وليبيا والصين والبقية تأتي. ليس ذلك إلا تأكيداً على أن تطور التقنية الحديثة السريع فاق تخطيط السياسيين وأصبح يقف بقوة أمام رشاش الماء والقنابل المسيلة للدموع، مما يُنذر بتقنيات حديثة تقلب الطاولة في وجه الظلم وااستبداد السياسي العالمي.

تعتبر الشبكات الاجتماعية (Social Networks) من خلال أشهر المواقع العالمية من أمثال الفيسبوك (Facebook) والتويتر (Twitter) أهم ما شجع في قيام الثورات اﻷخيرة في البلدان العربية. خذ على سبيل المثال كيف إزداد رواد موقع تويتر من البحرينيين إلى أكثر من 80% من الشعب للتواصل وإبداء الآراء في مجريات أحداثهم الداخلية اﻷخيرة، نسأل الله للبحرين وللشعب البحريني الشقيق اﻷمن والاستقرار (آمين). عادةً ما يرتاد مثل هذه المواقع الكثير من فئات الشباب المتعلم ﻷغراض الترفيه والتواصل الاجتماعي ومعرفة المستجدات في مختلف قطاعات الحياة. فإن كان بإمكان الجهات اﻷمنية أن تحضر التجوال في الشوارع وتراقب تجمعات الناس في المقاهي ودور العبادة، أصبح أمام الناس اليوم خيار اﻹنترنت والذي يتيح للمستخدمين حرية إبداء الرأي دون الحاجة للإفصاح عن هوياتهم أو جنسياتهم أو توجهاتهم الحزبية أو الدينية من خلال العديد من المواقع والتطبيقات الإلكترونية. ليس ذلك فحسب، فقد أصبح التواصل اليوم يتم عبر أشكال مختلفة من اﻷجهزة الحديثة كالحواسيب بأنواعها والهواتف المحمولة الذكية مما يتيح للمستخدمين حرية التجوال والمشاركة من قلب الحدث لنقل اﻷخبار بواقعية وبتحديث مستمر. أنظر مثلاُ إلى التغطية الإعلامية للأحداث في ليبيا الشقيقة كيف تتم حالياً. كل ذلك مما جعلنا نشهد توجهاً من السياسيين لتقنين هذه التقنيات بما يخدم (كما يقولون) المصلحة العامة واﻷمن القومي.

لا يعتبر تأثير التقنية الحديثة وباﻷخص تطبيقات الويب الثاني على سياسات الدول بجديد في الساحة الدولية. ففي الماضي القريب عانت (وما زالت) الولايات المتحدة من فضائح نشر الكثير من المستندات السرية على موقع الويكي ليكس (Wikileaks). أضف إلى ذلك حظر العديد من الدول كالصين وغيرها للكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية والتي عادةً ما يرتادها منتسبو جمعيات حقوق اﻹنسان واﻷحزاب الشعبية المعارضة. اﻷمر الذي يضع البلدان أمام خيارين أحلاهما مر، إما بالسماح أو عدم السماح للإنترنت داخل البلد. طبعاً عدم السماح مع القدرة على ذلك يعتبر ضرباُ من الجنون خصوصاً ونحن نعيش اليوم في ظل العولمة. فقطاع الاتصالات اليوم يعتبر شرطا أساسيا للتنمية المحلية وجذب الاستثمارات الخارجية وتطوير اقتصاديات الدول. أما تقنين القطاع وحضر المواقع الإلكترونية التي قد تؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار البلد (من وجهة نظر السياسيين) فمن شأنه الإساءة إلى سمعة البلد عالمياً مما يجعلها تتصدر قائمة أكثر الدول عداء للإنترنت حسب تقارير جمعية الصحفيين بلا حدود.

لسنا هنا للحكم على سياسات الدول ولكن مما سبق ومما نرى اليوم نستطيع الجزم بأن نظرية المنع والحظر وتسييس التقنيات أثبتت فشلها مما يجعلها كما يقول المثل الشعبي (تزيد الطين بلة). فهي من جانب تعتبر كمؤشر إلى خوف وفساد الأنظمة ومن جانب آخر تزيد الناس عزماً وإصراراً على آرائهم التي عادةً ما تهدف للتغييرات اﻹيجابية في البلاد. لذلك يجب على القائمين على أمور الدول النظر فيما تستطيع التقنية الحديثة تقديمة للبلد إيجاباً وسلباً وتفهم العقلية الجديدة التي نشأت بين جيل الشباب والثقافة السائدة في فئات التغيير في مختلف المجتمعات. لذلك نرى اليوم دوراً رائداً من بعض حكومات العالم استغلال هذه المواقع (التي تمنعها البلدان اﻷخرى) للتواصل مع مختلف فئات المجتمع ومشاركتهم في اتخاذ القرارات خصوصاً تلك التي تمس واقعهم وحياتهم المباشرة. اﻷمر الذي يعد بالطبع بإيجاد شعوب أكثر ولاءً وإنتماءً لحكوماتهم وأجهزتهم اﻷمنية. لذلك نرى اليوم الجيش المصري ينشأ له صفحة خاصة به في موقع الفيسبوك للتواصل مع شباب الثورة باللغة والعقلية التي يفهمها هؤلاء الشباب وليس فقط عن طريق المنشورات السياسية والخطب التلفزيونية.

الجمعة، فبراير 18، 2011

وأخيراً إستيقظ المارد!




أعلنت كل من شركتي نوكيا ومايكروسوفت يوم الجمعة الماضية عن خطة شراكة في قطاع الهواتف المحمولة الذكية تقتضي من الشركتين التعاون المشترك من أجل تقديم منتج جديد (هاتف نقّال) ينافس هواتف الأندرويد والآي فون. تأتي هذه الشراكة بعدما عانت هاتين الشركتان الأمرين في تحقيق مكاسب سوقية في قطاع الهواتف المحمولة الذكية خصوصاّ في منطقة أمريكا الشمالية. فبالرغم من تربع شركة نوكيا على رأس أكبر شركات الهواتف المحمولة من ناحية المبيعات العالمية، إلا أن هذه المبيعات هي في حقيقة الأمر في تراجع مستمر منذ عام 2007 وهو العام التي تم فيه تدشين أول نسخة من هواتف الآي فون. فحسب آخر الأحصائيات في هذا المجال من شركة (IDC)، تناقصت نسبة إستحواذ شركة نوكيا السوقية من 38.6% في عام 2009 إلى 28% في عام 2010. أما بالنسبة لعملاق البرمجيات (مايكروسوفت) فالوضع متشابه تقريباّ، فمبيعات هواتف الويندوز فون 7 (Windows Phone 7) والتي تم تدشينها في أكتوبر من العام الماضي لا تزال في صراع لإثبات الذات وسط أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة الأخرى خصوصاً نظام الأندرويد ونظام تشغيل أجهزة الآي فون المعروف بإسم (iOS). في حين قد يضن بعض الخبراء بأن هذه الشراكة لا تتعدى ما يصفه المثل المصري "إلتم المتعوس على خائب الرجا"، إلا أني أرى نوراّ في هذا المشروع تعد بإيقاظ المارد (نوكيا ومايكروسوفت) الذي ظل في سبات طويل مما قد يشكل تهديداً حقيقياً لبقية شركات الهواتف المحمولة.

من أهم ما يميز الأجهزة الذكية في قطاع الهواتف المحمولة اليوم هو مواصفات الجهاز نفسه بما يحتويه من قطع تقنية صلبة وسلسة في الإستخدام. في هذا الجانب تتميز أجهزة نوكيا عن بقية الأجهزة بقوتها (بشكل عام) وفعاليتها خصوصاً مع طول الإستخدام. فهي تقريباً تعتبر "تويوتا" الأجهزة المحمولة إن صح التعبير بحيث يمكن للمستخدم العمل على الجهاز لسنين معدودة وبعد ذلك بيع الجهاز بسعر مناسب، دون الحاجة لإجراء الكثير من الصيانة والتعديلات. أما بالنسبة للأجهزة الأخرى فالأمر مختلف بحيث غالباً ما نرى توجهاً بين مستخدمي أجهزة الأندرويد والآي فون لتغيير أجهزتهم كل عام تقريباً، ربما حباً في التغيير للتقنيات الأجدد وربما بسبب عدم فاعلية هذه الأجهزة للعمل (بدون مشاكل) لمدة طويلة. الأمر الذي يدفع الشركات المنتجة لهذه الأجهزة بتحديث أجهزتها كل عام كما هو الحال في شركة أبل الأمريكية وأجهزة الآي فون. بالرغم من متانة أجهزة نوكيا إلا أن أكبر مشاكلها هو في نظام التشغيل والذي يعتبر ثاني أهم عناصر الهواتف الذكية اليوم. بحيث يتيح للمستخدم خدمات عديدة من خلال واجهة سهلة ومريحة، بالإظافة طبعاً إلى حرية تنزيل البرامج الخاصة بالهواتف والتي غالباً ما تغطي جميع جوانب حياة المستخدم. لذلك نرى اليوم هذه الشراكة مع شركة مايكروسوفت ليتم فيها إستخدام نظام التشغيل الجديد (Windows phone 7) في أجهزة نوكيا الذكية المستقبلية.

أما بالنسبة لمايكروسوفت فبالرغم من قوة إصدارها الجديد من نظام التشغيل الخاص بالهواتف المحمولة إلا أن توقيت تدشين النظام جاء مع قمة نجاح الأنظمة الأخرى. الأمر الذي وضع المستخدمين أمام خيارين، إما شراء أجهزة مجربة مسبقاً مدعومة بنظام تشغيل ناجح ومليء بالبرامج أو محاولة تجربة نظام جديد في الساحة مدعوم بعدد قليل نسبياً من برمجيات الهواتف النقّالة. طبعاً الإختيار كان سهلاً خصوصاً أن كلا الخيارين يأتيان في أجهزة متشابهة تقريباً من ناحية المواصفات ومن ذات الشركات كأمثال (HTC) و (Samsung) و (LG) فيما تختلف فقط في نظام التشغيل. لذلك تبني اليوم شركة مايكروسوفت من خلال شراكتها هذه آمالا على سمعة وشعبية أجهزة نوكيا خارج أمريكا الشمالية لتقديم ثورة جديدة في عالم المحمول خصوصاً بعدما تشبع هذا القطاع من الأنظمة الحالية والتي ينصب مجمل نجاحها في وفرة التطبيقات. في الوقت ذاته تبني شركة نوكيا هي الأخرى آمالاً على فاعلية نظام ويندوز فون 7 بالمقارنة مع نظامها القديم من نوع سيمبيان 3 أو حتى نظام المي جو (MeeGo) الخاص بالأجهزة المحمولة. فنظام الويندوز هذا يتصف بمواصفات جبارة قد تفوق باقي الأنظمة، من أهمها تغير واجهة المستخدم (User Interface) تماما بالإضافة إلى الدمج الكبير مع تطبيقات الإنترنت عن طريق تقنية حوسبة السحاب (cloud computing). المهم هنا أن تعي الشركتين أن الوقت ليس لصالحهما، فكلما طال الوقت زادت إحتمالية إستحواذ الأجهزة والأنظمة المنافسة على حصص سوقية أكبر مما سيصعب على الشركتين إحداث النقلة النوعية المطلوبة في قطاع الهواتف المحمولة.

الأربعاء، فبراير 09، 2011

لماذا نشتري أجهزة الذرّة؟




إنتشرت بين الناس هذه الأيام الحواسيب المحمولة الصغيرة (Netbook) والتي عادةً ما تأتي بمعالج من نوع أتوم (Atom) أو الذرة رغم محدودية مواصفات هذه النوعية من الأجهزة. الملاحظ في هذا الجانب أن الغالبية الكبرى ممن يشترون هذه الأجهزة يقومون ببيعها بعد مدة وجيزة من الشراء لا تتجاوز في أحسن الحالات العام من وقت الشراء. فلربما كان أكثر المحفزات لشراء هذه النوعية من الحواسيب هو السعر أولاً ومدة عمل البطارية ثانياً وربما خفة وصغر الوزن ثالثاً. فإن كانت هذه العوامل هي من أهم ما تتميز به هذه النوعية من الأجهزة، فما هو سبب التسارع في بيعها بحيث يندفع البعض لبيعها في غضون شهور معدودة فقط؟ من جانب آخر، نرى اليوم تهافت العديد من كبرى شركات التقنية في إنتاج نماذج ومنتجات جديدة من هذا النوع بالإضافة إلى إستمرار شركة إنتل (Intel) في تصنيع المعالجات المستخدمة فيها. الأمر الذي قد يجعل البعض يظن أن ذلك يبشر بمستقبل مضيء لهذه النوعية من الأجهزة. في رأيي الخاص أرى العكس تماماً، بحيث أن مستقبل هذه النوعية من الأجهزة وأقصد هنا بالتحديد تلك التي تستخدم معالجات الذرّة لا يبشر بالخير وقد بدأ ناقوس الخطر والتراجع يقرع ببطء، تابع معي وستعلم لماذا؟

بدأت شركة إنتل بإنتاج المعالجات من نوع أتوم مع مطلع عام 2008 بهدف توفير معالجات بحجم صغير ذات إستهلاك أقل للطاقة وبسعر رخيص يمكن إستخدامها من قبل الأجهزة المحمولة الصغيرة من أمثال النيت بوك والهواتف المحمولة. ليس ذلك فحسب، فقد عمدت أيضاً شركة إنتل إلى دمج متحكم الرسومات (Graphics) والفيديو (Video) والذاكرة (Memory) في نفس المعالج لتجعلها أكثر كفاءةً للأجهزة الصغيرة والتي عادةً ما تخدم ميزة التجوال عند المستهلكين. من هنا نستنج أن عامل الحجم والسعر ومدة عمل البطارية هي أهم عوامل نجاح مثل هذه المعالجات. طبعاً عندما بدأت شركات التقنية بتصنيع حواسيب الذرّة الصغيرة بدءً بشركة أسوس (Asus) ومنتجها إيي بي سي 700 (Eee PC 700)، بدأ الإقبال الكبير على هذه النوعية من الأجهزة نظراً لصغر وخفة حجمها وسعرها المتدني بالمقارنة مع أجهزة اللابتوب المعهودة. غالباً ما تبع عمليات الشراء هذه الشعور بخيبة الأمل نظراً لمحدودية الأداء والمواصفات في هذه الأجهزة كما هو معروف اليوم لدى الكثيرين من محبي التقنية. في الوقت نفسه، صاحب ذلك تطور بطيء نسبياً في معالج الذرة من قبل شركة أنتل إذا ما قورن بتطور المعالجات الخاصة بالحواسيب المحمولة الأخرى من نوع اللابتوب. فاليوم مثلاً نجد أن من آخر المعالجات من نوع الذرة (Z560) يأتي بسرعة 2.13 جيجاهيرتز في معالج أحادي النواة فقط، قارن ذلك بأحدث معالجات أجهزة اللابتوب (i7 core 2nd generation) والتي تأتي اليوم بمعالجات رباعية النواة وبسرعة 2.5 جيجاهيرتز.

يعتقد الكثيرين اليوم بأن مبيعات أجهزة الذرّة على وشك التراجع لعدة أسباب منها المنتج الجديد من شركة موتورولا المسمى أتريكس (Atrix) والذي أحدث ضجةً كبرى عند تدشينه في معرض الإلكترونيات الإستهلاكية (CES) في مطلع هذا العام والذي يعد بمزيد من المنتجات المشابهة. فمنتج الأتريكس من موتورولا هو الهاتف المحمول الأول في العالم الذي يأتي بمعالج ثنائي النواة من نوع (Dual-Core) وبسرعة 1.0 جيجاهيرتز. مما يعني أن المنافسة قد إشتدت في مجال المعالجات الصغيرة ووصلت إلى مستوى ثنائي النواة (أي معالجين في قلب واحد) هذا طبعاً في قطاع أصغر وأخف وزناً من أجهزة الذرة. الأمر الذي قد يبشر بمنتجات منافسة لأجهزة الذرّة الحالية من ناحية الوزن والحجم وربما بمعالجات أقوى. صحيح أن شركة إنتل قد قامت في شهر أغسطس الماضي بتدشين معالج ذرّة ثنائي النواة وبسرعة 1.5 جيجاهيرتز بالإضافة إلى المعالجات الأخرى الحديثة الأسرع نسبياً ولكن عامل السعر إختفى هنا تقريباً بحيث أصبحت أسعار أجهزة الذرّة الجديدة مقاربة جداً لأسعار بعض الحواسيب المحمولة ذات المواصفات الأكبر. فعند النظر اليوم في أسعار الحواسيب في السوق العماني مثلاً نجد تقريباً أرخص حواسيب الذرّة بسعر 120 ريال، هذا طبعاً لأقل الأجهزة من حيث المواصفات. نقصد هنا سرعة 1.6 جيجاهيرتز وذاكرة عشوائية بسعة 1 جيجابايت وربما قرص صلب بسعة 250 جيجابايت. بنفس هذا السعر يمكننا الحصول على لابتوب مستخدم قليلاً وبسرعة أكبر من خلال معالج من نوع كور 2 ديو (Core 2 Duo) أو كور ديو (Core Duo) وبمواصفات أفضل. الأمر الذي يعطي المستخدم القدرة على العمل على برامج أكثر وبأداء أفضل من معالجات الذرة. أضف إلى كل هذا الأقبال الكبير من قبل شركات التقنية والمستهلكين على تصنيع وشراء الأجهزة اللوحية (Slate) أو الدفترية (Tablet) وتدني سعرها وتطور مواصفاتها، فلماذا يا ترى نشتري أجهزة الذرّة؟