نشرت مجلة تكنولوجي رفيو (Technology Review) الخاصة بمعهد ماساشوستس للتقنية (MIT) الذي يعتبر أحد أهم وأكبر الجامعات ومراكز البحوث الأمريكية والعالمية على حد سواء تقريراً بأهم عشرة تقنيات عالمية ناشئة (Emerging Technologies) يعتقد بأنها سوف تغير العالم في المستقبل القريب. يقوم المعهد سنوياً بدراسة مختلف التقنيات التي قد تكون تحت التجربة في الوقت الراهن والتي تندرج تحت جميع التخصصات ومختلف جوانب الحياة من أجل فرز أهمها والتي يتوقع أن يكون لها صدى كبير في المستقبل القريب. ففي هذه السنة جاء التقرير بتقنيات جديدة تشمل جوانب عديدة عالمية، فهناك تقنيات خاصة بالإحترار العالمي (Global Warming) وهناك تقنيات برزت حول كيفية إستخدامنا لبعض أنواع التقنية الحالية كالهاتف المحمول. كما جاءت تقنيات أخرى تتعامل مع الجانب الطبي والعلاجي من أجل ضمان حياة أكثر صحية لمختلف المجتمعات. سنقوم في هذه المقالة بإستعراض بعض هذه التقنيات العشر والتي نتوقع أن نرى تأثيراتها الإيجابية من خلال تطبيقات مختلفة في السنوات القليلة القادمة.
من هذه التقنيات والتي تعتمد بشكل كبير على تطور تقنيات الويب الثاني وقطاع الشبكات الإجتماعية (Social Networks)، تقنية البحث في الوقت الحقيقي (Real-Time Search) والتي يقف ورائها مهندس البرمجيات من شركة جووجل (Amit Singhal). تقوم هذه التقنية على توظيف وإستخدام آلالف الرسائل والتحديثات التي تنشأ من خلال مختلف مواقع الشبكات الإجتماعية كأمثال موقع الفيس بوك (Facebook) وتويتر (Twitter) في عمليات البحث. الهدف هنا أن يستطيع المستخدم متابعة الأحداث المتغيرة بسرعة في العالم والحصول على معلومات بحثية فورية تتناسب مع زمن حدوث عملية البحث. بمعنى آخر، سيستطيع موقع البحث إعلام المستخدم بالمعلومات المراد العثور عليها بغضون ثواني من كتابتها وإنتاجها سواءاً كانت من خلال مواقع أخبارية أو إجتماعية أو بوابات إلكترونية أو مدونات خاصة أوغيرها. فلن تكون نتائج البحث عبارة عن روابط ثابتة تأخذنا إلى مواقع المعلومات، بل سيكون هناك تحديث مستمر لصفحة النتائج (أو جزء منها) بمجرد توفر (نشر) المعلومات ذات العلاقة بموضوع البحث في أي موقع في العالم. يمكنكم أخواني القرّاء أن تجربوا بدايات هذه التقنية من خلال موقع شركة جووجل بالبحث مثلاً عن أخبار كأس العالم (World Cup) ومتابعة الخانة المحدثة بإستمرار والتي تأتي تحت عنوان (News results for World Cup).
هناك كذلك تقنية التلفاز الإجتماعي والتي تعمل عليها الباحثة (Marie-José Montpetit) بمعهد ماساشوستس للتقنية. تقوم هذه التقنية على مبدأ دمج مزايا الشبكات الإجتماعية في أجهزة التلفاز بحيث سيستطيع المشاهدين من تبادل الآراء ومناقشة مختلف البرامج والفعاليات التلفزيونية المباشرة وغيرها من خلال جهاز التلفاز وجهاز التحكم عن بعد (الريموت) مما يضمن لمحطات التلفاز متابعة أكبر وأطول من قبل المشاهدين. تأتي هذه التقنية كرد على نزوح الكثير من المشاهدين إلى الإنترنت في متابعاتهم لمختلف البرامج والمسلسلات والفعاليات التلفزيونية خصوصاً مع تطور سرعة وكفاءة التطبيقات في الإنترنت. ومن التقنيات القادمة بقوة كذلك تقنية برمجة السحاب والتي تعتمد على تقنية حوسبة السحاب في توفير البيئة المعالجة (Processing) والتخزينية الغير محدودة. يحاول البروفيسور (Joseph Hellerstein) من جامعة بيركلي الأمريكية أن يطور لغة برمجة جديدة وسهلة لتطوير مختلف برمجيات الويب الثاني بإستخدام تقنية حوسبة السحاب والتي أسموها (بدايةً) بإسم بلووم (Bloom). يتوقع أن ينتهي البروفيسور ومجموعته العلمية من إصدار النسخة الأولى من هذه اللغة في نهاية عام 2010.
ومن التقنيات العشر كذلك والتي دشنت في مارس الماضي في كوريا الجنوبية من خلال أجهزة سامسونج المحمولة (W960 و B710) تقنية الرؤية ثلاثية الأبعاد في أجهزة المحمول. تعتبر هذه التقنية هي حصاد عمل أكثر من عقد من الزمان، قام فيها (Julien Flack) كبير موظفي التكنولوجيا في شركة (Dynamic Digital Depth) بتطوير تقنية لتحويل المحتوى ذو البعدين (2D Content) إلى محتوى ذو ثلاث أبعاد (3D Content). فبإستخدام هذه التقنية ستستطيعوا أخواني القرّاء أن تشاهدوا ملفات الفيديو في أجهزتكم المحمولة بشكل ثلاثي الأبعاد وكأنها تحصل أمام عينيكم. كل ما عليكم فعله فقط هو إمالة الجهاز بشكل أفقي أو وضعه على الطاولة وسستفاجئون ببروز المحتوى خارج الشاشة بشكل ثلاثي الأبعاد.
إستعرضنا سابقاً أهم التقنيات ذات العلاقة بأجهزة المستهلكين والإنترنت والتي يتوقع أن تحدث مفاجآت عالمية في المستقبل. هناك كذلك تقنية الإلكترونيات القابلة للزرع (Implantable Electronics) والتي تقوم على زرع إلكترونيات آمنة صغيرة داخل أجسام المرضى بهدف متابعة مستويات ووضائف مختلف أجزاء الجسم. وهناك أيضاً تقنية الخرسانة الخضراء (Green Concrete) والتي تعتمد على تخزين ثاني أكسيد الكربون في الأسمنت بشكل أكبر عند عمليات تصنيع الإسمنت مما يقلل من نسبة إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المضر بالبيئة. كل ذلك وغيرها من التقنيات التي تم التفصيل عنها في موقع المجلة. طبعاً هذه المجموعة من التقنيات تعتبر إجتهاداً من الباحثين في معهد ماساشوستس لتوقع ما سوف يكون له تأثير أكبر في المستقبل. هناك كذلك مواقع أخرى بتوقعات مختلفة ربما تختلف فيها المعايير في إختيار التقنيات، جميعها تهدف لإكتشاف التوجه التقني في المستقبل بغرض فتح المجال أمام الباحثين وشركات التقنية للتخطيط المسبق لكيفية التعامل مع هذه التقنيات القادمة وربما دراسة ما يمكن أن يأتي بعدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق