الجمعة، مايو 21، 2010

نظام أندرويد الذي رأيت

دشنت شركة عمانتل من خلال معرض كومكس 2010 جهاز جديد يعتبر الأول من نوعه في السلطنة (Huawei U8230). يأتي هذا الجهاز بنظام تشغيل من نوع أندرويد (Android) من شركة جووجل الإصدار رقم 1.5. تزامن هذا الحدث مع سقوط جهازي النقّال السابق من نوع نوكيا في الماء، الأمر الذي جعلني أبحث عن هاتف آخر في أسرع وقت يقيناً مني أن الأجهزة الإلكترونية لن تعود لسابق عهدها حتى بعد التصليح عند سقوطها في الماء. تعددت الخيارات لدي وتلقيت الكثير من النصائح فمنهم من إقترح جهاز الآي فون ومنهم من إقترح جهاز البلاكبيري ومنهم من نصحني (خلك على مجنونك لا يجيك مجنون ثاني)، أي جهاز نوكيا آخر. طبعاً، إستبعدت فكرة الآي فون بسبب توقع تدشين النسخة الجديدة (iPhone 4) المعدلة بالكامل من هذا الجهاز في الصيف أو في الربع الأخير من هذه السنة. البلاكبيري كان خياراً جيداً ولكن سبق أن إقتنيت هذا الجهاز في الماضي، الأمر الذي شجعني على تجربة شيء جديد بسعر متوسط (تخوفاً من أن تكون تجربة مريرة). فكان خيار الجهاز الجديد من عمانتل خياراً مغرياً والذي يحتوي على نسخة معربة بالكامل مع ضمان لمدة عام وحملة ترويجية عبارة عن حزمة بيانات بمقدار 500 ميجابايت شهرياً بالمجان لمدة شهرين. توكلت على الله وإشتريت الجهاز منذ اسبوع الآن، وإليكم أخواني وأخواتي تجربتي البسيطة مع نظام الأندرويد.


في البداية دعوني أعطيكم نبذة تاريخية عن النظام. تم تطوير نظام الأندرويد بدايةً من قبل شركة صغيرة تدعى بنفس الأسم والتي قامت شركة جووجل بشرائها في عام 2005، الأمر الذي أنذر بدخول عملاق البحث (جووجل) في قطاع الهواتف المحمولة. قامت بعد ذلك شركة جووجل من خلال رابطة تحالف الجوالات المفتوحة (Open Handset Alliance) بتدشين النسخة الأولى من نظام التشغيل أندرويد في عام 2007 تحت ترخيص مفتوح المصدر (Open Source)، أي بإستطاعة أي شخص أن يتحكم ويعدل في هذا النظام كيف ما شاء. الأمر الذي أكسب النظام شعبية كبيرة من قبل مطوري الأجهزة وبرمجيات النقال وحتى المستخدمين. مر هذا النظام بتعديلات مختلفة والتي أتت من خلال نسخ وإصدارات متعددة. فهناك إصدار رقم 1.5 والمعروف بإسم كعكة الكأس (Cupcake) والذي يأتي مع الجهاز الجديد من عمانتل الذي نحن بصدد الحديث عنه. وهناك إصدار الدونت (Donut) رقم 1.6 والإصدار الأخير التي جاء في أحدث الأجهزة المحمولة كأمثال جهاز سوني إريكسون أكسبيريا 10 هو إصدار (Eclair) رقم 2.0 و2.1. كما يوجد نسخة أخرى سنراها في المستقبل القريب في بعض الأجهزة وهي الإصدار رقم 2.2 بإسم (FroYo). إنتشر هذا النظام بين الأجهزة المحمولة بسرعة وبشكل ملفت للنظر حتى أعلن الرئيس التنفيذي لجووجل (Eric Schmidt) في فبراير الماضي أن ما يقارب من 60 ألف هاتف محمول يحتوي على نظام أندرويد يباع يوميا في العالم.


من خلال تجربتي البسيطة مع نظام أندرويد الإصدار رقم 1.5 أستطيع القول أن لهذا النظام مستقبل كبير ولكن قد يسبب لكثير من المستخدمين خيبة أمل في الوهلة الأولى. فلا تتوقعوا أخواني القرًاء أن تحصلوا على نظام تشغيل كامل بجميع المقاييس يفوق كل ما عهدتموه في أنظمة التشغيل الأخرى كنظام السيمبيان من نوكيا. نعم للنظام مزاياه ولكن في كثير من الأحيان سيكون على المستخدم أن ينزل برامج (مجانية أو مقابل سعر بسيط) للحصول على بعض المزايا التي قد تأتي مدمجة (بالمجان) في الأنظمة الأخرى. فمثلاً، لا يدعم هذا النظام (بشكل رسمي) اللغة العربية، أقصد هنا القراءة والكتابة بالعربية ناهيك عن الواجهة. ذلك يعني أن على المستخدم أو شركة الإتصالات (كما هو الحال في عمانتل) أن تقوم بتنزيل البرنامج الخاص بتعريب الجهاز قبل الإستخدام. أظف إلى ذلك خاصية تعدد الوظائف (Multitasking) والتي هي أيضاً أحد أهم مزاياه. فلا يستطيع أحد (بدون برنامج خارجي) معرفة البرامج المفتوحة وإغلاقها دون المرور بعدة خطوات عن طريق إعدادات الجهاز. الأمر الذي يستنزف بطارية الجهاز ويؤدي إلى بطء اداءه عند وجود الكثير من البرامج المفتوحة في نفس الوقت والتي عادةً ما تعمل خلف الستار بدون سابق إنذار. هناك كذلك التحديثات المستمرة (عن طريق الإنترنت) التي تحتاجها الكثير من البرمجيات كأمثال بريد جووجل (Gmail) أو برمجيات الأخبار والمعلومات والتي تحتاج كذلك في بعض الأحيان إلى معرفة موقع المستخدم (عن طريق الأقمار الصناعية) لتقديم ما يلائم من أخبار ومعلومات. الأمر الذي قد يزيد من إستنزاف طاقة البطارية ومن حجم إستخدام خدمة البيانات (الإنترنت)، مما قد يؤدي إلى فاتورة غير متوقعة في نهاية الشهر. ناهيك طبعاً عن موضوع الخصوصية والأمن فلا نعلم حجم ونوع المعلومات التي تحدث في هذه البرمجيات بين الفينة والأخرى دون علمنا.


أرى أن تقوم عمانتل بتوفير باقة بيانات شهرية لأجهزة الأندرويد حالها حال أجهزة البلاكبيري. ذلك لأن مجمل عمل الجهاز وبرمجياته قائم على التحديث المستمر (عن طريق الإنترنت). كذلك يجب التنبيه على المستخدمين الجدد إلى ضرورة تعطيل خدمة البيانات المستمرة في الجهاز (إلا عند الحاجة) لعدم التسبب في الحصول على زيادة غير متوقعة في قيمة الفاتورة الشهرية. طبعاً عند عمل ذلك، توقعوا أخواني القرّاء أن يسبب ذلك لتعطيل قدرة الجهاز على إرسال أو إستقبال رسائل الوسائط، ألم أقل لكم خيبة أمل (بالوهلة الأولى على الأقل).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق