الاثنين، مايو 03، 2010

القراءة الإلكترونية

دخلت تقنية المعلومات في جميع جوانب حياتنا اليوم، بحيث بتنا لا نستطيع في غالب الأحيان إنجاز الكثير من الأعمال دون الحاجة لأحد الأجهزة أو البرمجيات الإلكترونية. فعادةً ما نبدأ يومنا مع صوت المنبه المدمج في هاتفنا النقّال وعند الإفطار ربما إستخدمنا أجهزة المايكرويف لتسخين الوجبات وعند الذهاب للعمل نستخدم وسائل النقل المجهزة بالعديد من الأجهزة الإلكترونية. بدأت كذلك التقنية بالتأثير في أحد أهم جوانب الحياة (ربما بدون أن ننتبه) ألا وهي القراءة. فنرى الكثير من الأعمال اليومية تتطلب قراءات عن طريق أجهزة الهاتف النقّال أو الحاسب الآلي كأعمال البريد الإلكتروني وتحرير التقارير المكتبية وتطوير شرائح العرض وقراءة الأخبار والمعلومات عن طريق المواقع الإلكترونية في الإنترنت. حتى الكتب والصحف المطبوعة باتت تأتي هي الأخرى في شكل إلكتروني إما من خلال مواقع في الإنترنت أو بشكل رقمي كالكتب الإلكترونية (E-books). الأمر الذي يجعلنا (كمستخدمين) أمام خيارين للقراءة: القراءة بإستخدام المطبوعات والقراءة بإستخدام الأجهزة الإلكترونية، فأيهما أفضل يا ترى؟ سنحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على القراءة الإلكترونية ومقارنتها بالقراءة العادية عن طريق المطبوعات المختلفة كالصحف والمجلات والكتب وغيرها في محاولة لمعرفة ما إذا كان العالم على وشك أن يستبدل القراءة المطبوعة بالقراءة الإلكترونية؟


بدأت الكثير من شركات البرمجيات والتقنية بتطوير البيئة المناسبة (البنية التحتية) للقراءة الإلكترونية. فبدأنا نرى ما يسمى اليوم بجهاز القارئ الإلكتروني (E-Reader) والذي يأتي بأشكال ومزايا عديدة من شركات مختلفة. من أكثر هذه الأجهزة شهرة في العالم اليوم هو جهاز الآي باد (iPad) من شركة أبل الأمريكية وجهاز كندل (Kindle) من شركة أمازون وهناك كذلك قارئات إلكترونية من شركة سوني. أما من ناحية البرامج، فقد قامت بعض الشركات بتطوير البرمجيات التي تساعد على قراءة الكتب الإلكترونية في الحاسب الآلي كأمثال برنامج القارئ (Reader) من شركة مايكروسوفت وكذلك في الهاتف النقّال كأمثال برامج شركة موبي بوكت (MobiPocket). أضف إلى ذلك قدرة الناس على تصوير (Scan) المطبوعات وتخزينها إلكترونيا بأحد الصيغ المنتشرة بين الناس كصيغة البي دي أف (PDF) من شركة أدوبي. كما إنتشرت في العالم اليوم الكثير من دور النشر والمكتبات التي توفر خدمة تنزيل الكتب الإلكترونية بالمجان أو برسوم رمزية. كل ذلك يعد بمستقبل كبير لقطاع القراءة الإلكترونية، الأمر التي تؤكده آخر الإحصاءات في هذا المجال. فقد أشارت شركة فيرفيلد (Fairfield) للبحوث بأن التوقعات تشير إلى إزدياد عدد المستهلكين للكتب الإلكترونية إلى ما يزيد عن 16 مليون (فقط في أمريكا) في السنوات القليلة القادمة. فليس هناك أدنى شك بأن التوجه اليوم كبير نحو تحويل المطبوعات إلى الصيغة الإلكترونية على الأقل من باب الحفاظ عليها من التآكل والتلف وبسبب إنخفاض تكاليف النشر والتوزيع الإلكتروني.


ينقسم الناس في هذا المجال بين مؤيد للقراءة الإلكترونية ورافض. فنجد من يرى في القراءة الإلكترونية حلاً للحد من تقطيع الأشجار وتلوث البيئة عند تصنيع أو إعادة تصنيع (Recycle) الأوراق. كذلك فهم يرون خيار الكتب الإلكترونية أقل تكلفة وأكثر قابلية للحمل والتوزيع. كما تتصف معظم برمجيات الكتب الإلكترونية بالقدرة على ترجمة النصوص إلى مختلف اللغات وإظهارها بمختلف الخطوط حسب رغبة المستخدم. يمكن كذلك لبعض الأجهزة والكتب الإلكترونية إظهار مقاطع سمعية ومرئية بين النصوص أو كميزة إضافية، كما يستطيع المستخدم لهذه الأجهزة الإلكترونية قراءة النصوص حتى عند إنعدام الإضاءة الخارجية. أما من هم ضد فكرة القراءة الإلكترونية فعادة ما يبرروا ذلك بإعتقادهم أن للأجهزة الإلكترونية تأثيراً سلبياً على أجزاء الجسم كالعينين والدماغ. وهناك من يذهب بفكره بعيداً إلى أن الكتب المطبوعة أنسب للقراءة في بعض الأماكن كالسرير أو عند الإستحمام في الأحواض. وكذلك فهي أنسب للتقديم كهدايا وأقل عرضة للتلف عند إسقاطها. كما أن معظم الكتب لازالت اليوم تأتي بشكل مطبوع فقط والسبب هو حب الكتّاب ودور النشر في السيطرة على نسخ وتوزيع الكتب بما يضمن لهم أرباح أكبر.


فما رأيكم أخواني القرّاء، هل أنتم مع القراءة الإلكترونية أم المطبوعة؟ في رأيي الخاص، أرى أن القراءة تستغيث (بغض النظر عن شكلها) خصوصاً في دولنا العربية، أقصد هنا القراءة الهادفة لتحصيل العلوم والمعرفة. فقد أستبدلت القراءة في كثير من الأحيان بالشاشة التلفزيونية أو المذياع ومرادفاتها من الأجهزة. فبات معظمنا يحبذ قضاء الأوقات الطوال أمام البرامج التلفزيونية (الترفيهية) مما لا يعود علينا بكثير فائدة علمية أو أدبية تذكر. فأرى أن من الأهم اليوم التركيز على تشجيع الناشئة على حب القراءة بغض النظر عن الطريقة. فمن العجيب أن ترى وفرة وسهولة الوصول لمصادر المعرفة اليوم تقابل بكثير من الإحجام.

هناك تعليقان (2):

  1. درة الإيمان8 مايو 2010 في 1:48 م

    مثلما أسلفت في ذكرك
    المهم القراءة وليس الطريقة ..!
    ولكن من وجهة نظري بأن تصفح الكتاب ولمس اوراقه
    يخلق علاقة بين الكتاب والقارئ ..
    هو أمر أفضله عوضا عن القراءة من أمام شاشة ..!

    وفقك الخالق دوما

    ردحذف
  2. في رائ ان كليهما مفيدان للغاية حسب ما نقرأ مثلا انا في وقت الترفيه احب ان أقرأ الكتب المطبوعة ولا اقبل ابدا بلإلكترونية في هذه الحالة اما في الحالة العلمية فيمكن تقبل كليهما معا

    ردحذف