الاثنين، مايو 10، 2010

نوكيا في ورطة

أسدل الستار الأسبوع الماضي على معرض كومكس 2010 والذي جاء هذه السنة بثوب جديد يتناسب مع تطور قطاع تقنية المعلومات في البلد. تعددت المعروضات في هذا الحدث وتنافست الشركات والمؤسسات الحكومية في طرح أفضل مالديها لإعلام الزوار بالمستوى التقني المتطور الذي وصلت إليه السلطنة في فترة وجيزة. رغم ذلك فقد شهدنا تهافت الناس بشكل أكبر على قسم التسوق في المعرض منه عن قسم رجال الأعمال. فعند سؤالي لكثير من الطلبة عن ما إذا قاموا بزيارة قسم رجال الأعمال كانت إجابتهم (ما يدخلونا)! طبعاً هذه فكرة غير صحيحة وهي ربما مستمدة من فصل القسمين وتسمية (رجال الأعمال) مما يوحي بأنه فقط لهذه الشريحة من المجتمع. فصل القسمين في المعرض له أسبابه وأهدافه ولكني أرى أن يدمج القسمين في المستقبل بحيث يأتي قسم رجال الأعمال في المقدمة بجانب قسم الخدمات الحكومية وقسم التسوق في الخلف لإتاحة الفرصة (إجبار) الزوار على تفقد جميع الأقسام دون تخوف. الأمر الذي سيجعل لقسم رجال الأعمال واجهة وإقبال أكبر من قبل الزوار مما سيثري من تجربة وزيارة الفرد منا للمعرض في المستقبل.


من أكثر ما شد إنتباهي في المعرض هو تدشين شركة عمانتل لنوع جديد (عربياً) من الهواتف المحمولة من شركة هيوي الصينية (Huawei) يأتي بنظام تشغيل من نوع أندرويد (Android) من جووجل. قد يتسائل البعض وما العجيب في ذلك؟ العجيب في الموضوع هو تهافت شركات الإتصالات في العالم بشكل عام وفي السلطنة بشكل خاص في تقديم العروض المغرية لقطاع رجال الأعمال (الهواتف الذكية) عن طريق توفير خدمات حصرية من خلال أجهزة (هواتف) رائدة. فنرى مثلاً عمان موبايل والنورس وخدماتهم من خلال أجهزة بلاكبيري (Blackberry). ونرى شركات إقليمية تقدم خدمات حصرية على أجهزة آي فون (iPhone) من شركة أبل (Apple) الأمريكية. ونرى اليوم إحدى شركات الإتصالات في السلطنة تدخل إلى عالم الأندرويد الجديد من خلال جهاز لم يسمع به الكثير منا. السؤال هنا، أين شركة نوكيا من هذا كله؟ ألا تعتبر أجهزة هذه الشركة الأكثر رواجاً في السلطنة وفي العالم أجمع؟ فلم لم تقوم أحد الشركات المحلية أو حتى الإقليمية بتبني بعض أجهزة نوكيا لتقديم خدمات حصرية لقطاع رجال الأعمال؟ قد يضن البعض بأن أجهزة البلاكبيري والآي فون وربما أجهزة أندرويد تأتي حصرياً إلى الدول من خلال شركات الإتصالات فقط، في حين تتوفر أجهزة النوكيا من خلال منافذ بيع متعددة. ولكن هذا غير صحيح، فبإمكان أي شخص اليوم الحصول على أي جهاز كان من أي دولة عن طريق الإنترنت والقيام بتعريب الجهاز من خلال الكثير من المواقع المتخصصة المنتشرة على الشبكة العالمية للإنترنت. أظف إلى ذلك أن الخدمة الحصرية ليست مقصورة فقط في بيع الجهاز ولكن أيضاً في خدمات القيمة المضافة عن طريق شركات الإتصالات. فما هو السبب ياترى في إهمال أو تجاهل معظم شركات الإتصالات لأجهزة النوكيا خصوصاً في قطاع رجال الأعمال؟


أشارت آخر الإحصائات الخاصة بمبيعات الهواتف المحمولة في العالم بإستمرار تفوق شركة نوكيا على جميع الشركات الأخرى من خلال حجم المبيعات. فشركة نوكيا تعتبر الأولى بلا منازع من خلال شعبية هواتفها المحمولة بين مختلف شرائح المجتمعات العالمية. الأمر الذي بدأ يأخذ منحنى آخر في قطاع الهواتف الذكية (خصوصاً في الأسواق الأمريكية). نقصد بالهواتف الذكية هنا تلك القادرة على الإتصال بالإنترنت ومراجعة البريد الإلكتروني للمستخدم وتنزيل البرمجيات المختلفة الخاصة بالجوالات والتي عادةً ما تأتي بشاشات لمس. ففي هذا الجانب، بدأت مبيعات شركة نوكيا بالتراجع أمام الأقبال العالمي الكبير على أجهزة الآي فون وأجهزة الأندرويد. يعزى ذلك بشكل كبير إلى نظام التشغيل المستخدم حالياً في أجهزة نوكيا الذكية والذي لا يرتقي لمزايا أنظمة التشغيل في الأجهزة الأخرى. أظف إلى ذلك عدم تمكن شركة نوكيا من تصنيع هاتف ذكي يأتي بتقنية جديدة تميزه عن باقي الأجهزة. فجميع الأجهزة الجديدة تتسم بإضافات هامشية عن الأجهزة القديمة. ليس ذلك فحسب، فبعد تدشين شركة أبل لجهازها الآي فون في 2007، قامت شركة نوكيا بالإعلان عاما بعد عام عن قيامها بطرح منافس جديد لهذا المنتج دون جدوى مما أثر في مصداقيتها خصوصاً بين المساهمين. لذلك أشارت شركة الأخبار العالمية (رويترز) بأن الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا (أولي كالسفو) قد يهدد بالفصل إن لم تستطع الشركة تحسين مكانتها العالمية في قطاع الهواتف الذكية بنهاية عام 2010. خوفاً من تردي الأمر، قامت شركة نوكيا بالإعلان عن نظام تشغيل جديد (Symbian 3) من خلال أجهزة ذكية جديدة (Nokia N8) نترقب تدشينها في الربع الثالث من العام الحالي. فهل ياترى ستساهم هذه التقنيات الجديدة في تعزيز مكانة الشركة أم تؤدي إلى إستقالة الرئيس التنفيذي للشركة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق