السبت، يونيو 19، 2010

كأس العالم والتقنية

يشاهد الملايين من الناس في هذه الأيام كأس العالم لكرة القدم، أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم (إن لم يكن أكبرها على الإطلاق) والذي يقام في جمهورية جنوب أفريقيا. الجميع متشوق لما سوف يسفر عنه هذا الحدث من مباريات وأهداف ونتائج وإكتشافات للاعبين جدد وربما لإعتزالات أو إقصائات. أضف إلى ذلك الإيرادات المتوقعة للحدث والتي تقدر (رغم الأزمة المالية العالمية) بالمليارات من الدولارات. الأمر الذي يجعل العديد من كبرى الشركات في العالم تتنافس لتحضى بنصيب الأسد في هذه الإيرادات. سنقوم اليوم في هذه المقالة بشرح موقع التقنية الحديثة من كل هذا والتي لاقت في أحيان معينة الكثير من التشجيع وفي أحيان أخرى بقليل من الإهتمام.


من أهم الرعاة لهذا الحدث هي شركة أديداس (Adidas) المختصة بالمنتجات الرياضية والتي ربما كانت الشركة الوحيدة المصنعه لجميع كرات القدم المستخدمة في جميع منافسات كأس العالم (لا أعلم لماذا؟). تأتي هذا الشركة بتقنيات وإبداعات جديدة سوف تستخدم لأول مرة في كأس العالم في جنوب أفريقيا. أول هذه التقنيات هي في صنع كرة القدم الجديدة والتي أسموها جابولاني (Jabulani) بمعني "لنحتفل" بلغة الزولو. تم ربط ودمج أجزاء هذه الكرة حرارياً على عكس كرات القدم السابقة التي إعتمدت على خياطة الأجزاء بعضها ببعض مما سيجعلها أكثر نعومة وسلاسه. كما تم إضافة طبقة خارجية رقيقة للتحكم بقوة إلتماس الأحذية بالكرة بحيث تكون أكثر إلتصاقاُ بالأحذية. كل هذا طبعاً لكي لا يضيع اللاعبين الفرص للتهديف بسبب فقدان السيطرة على الكرة. أضف إلى ذلك الحذاء الجديد من أديداس بإسم (F50 adiZero) والذي لاقى الكثير من الشعبية مؤخراً لأن أفضل لاعب في العالم لعام 2010 (Lionel Messi) يقوم بإرتدائه. يأتي هذا الحذاء الجديد من أديداس بتقنية جديدة تجعل منه الحذاء الأخف في العالم والذي بطبيعة الحال سيساعد على زيادة سرعة اللاعبين (نظرياً على الأقل). تم إستخدام مادة البولي يوريثين (polyurethane) في تصنيع هذا الحذاء بالإضافة إلى إحداث ثقوب صغيره في كل شيء تقريباً لتخفيف الوزن. كما تم كذلك وضع أربطة الحذاء في جانب واحد فقط، لضمان ضربات أكثر سلاسةً للكرة.


من جانب آخر، أعلنت شركة التلفاز الرياضية الأمريكية (ESPN) وقناة الجزيرة الرياضية في وقت لاحق بأنهما تعتزمان بث بعض مباريات كأس العالم للمشاهدين بشكل ثلاثي الأبعاد (3D). فبعد أن قامت بعض القنوات الرياضية مؤخراً بإستخدام تقنية (HD) في بث برامجها، يعتبر هذا الإعلان الأول من نوعه في العالم والتي يتم فيه إستخدام تقنية البث لمشاهد ثلاثية الأبعاد بشكل واسع النطاق. طبعاً سيحتاج المشاهدون إلى شراء أجهزة تلفاز جديدة تتناسب مع هذه التقنية بالإضافة إلى لبس بعض أنواع النظارات الخاصة مما سيجعلهم يعيشوا أجواء المباراة وكأنهم في الملعب. كما بدأ الكثير من مطوري البرمجيات في الهاتف المحمول بتدشين برامج مخصصة لمتابعة هذا الحدث. فعلى سبيل المثال، قامت قناة فوكس لكرة القدم بالتعاون مع شركة (2ergo) بتطوير برنامج خاص لأجهزة الآي فون لمتابعة مباريات وأخبار وصور ومقابلات وتاريخ كأس العالم. وهناك كذلك برمجيات أخرى مشابهة تم تدشينها لتعمل على أنظمة تشغيل مختلفة كالسيمبيان والأندرويد.


كذلك تم إستخدام تقنية الحقيقة الزائدة أو المضافة (Augmented Reality) في الإعلانات الخاصة بكأس العالم. تهدف هذه التقنية إلى تركيب وعرض معلومات إضافية على كل شيء مهم حوالينا تقريباً. ففي كأس العالم، تعتزم بعض الشركات إستخدام هذه التقنية في إضفاء جو من المرح بين المشجعين. فعند مرور المشجعين ببعض أجهزة عرض الإعلانات، ستقوم هذه الأجهزة بعرض صورة المشجع وإضافة أحد أعلام الدول المشاركة على وجهه وكأنه هو أحد مشجعي تلك الدولة. بعد ذلك سيقوم النظام بإطلاق النشيد القومي لذلك البلد. أضف إلى ذلك، أن هذه التقنية قد تساعد مشاهدي المباريات الرياضية والمعلقين في معرفة أسماء اللاعبين والمسافات في الملعب وغيرها من المعلومات التي قد لا تتأتى لأحد منا معرفتها بسهولة. فتجد جهاز التلفاز أو الحاسوب يظهر مثلاً إسم اللاعب فور إستلامه للكرة كما يقوم بإظهار مسافة المرمى من الكرة عند تنفيذ الأخطاء (الفاولات) وحتى سرعة الكرة عند التنفيذ.


أما الفيفا فبدت بمنئى نوعاً ما عن التقنية، خصوصاً بعد رفضها للمقترح الفني الذي يسهم في التأكد من دخول الكرة للمرمى قبل الإعلان عن إحتساب الأهداف. حيث يعتمد هذا المقترح على وضع كاميرات صغيرة رقمية ذات دقة عالية ومستشعرات صغيرة في عدة أماكن داخل المرمى. تقوم هذه الكاميرات بتسجيل لحظة دخول الكرة للمرمى والتواصل مع الحاسوب المركزي الذي بدوره يرسل رساله تنبيهية إلى ساعة الحكم في أقل من نصف ثانية. يهدف هذا النظام إلى عدم إتاحة مجال للشك أو التشكيك بالأهداف المسجلة خصوصاً تلك الأهداف التي تتعدى فيها الكرة خط المرمى ببعض السنتيمترات فقط لوهلة بسيطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق