الاثنين، يونيو 14، 2010

التلفاز الذكي من جووجل

بعدما إستهلكت مؤسسات التقنية كلمة "إلكتروني" في الماضي القريب في مصطلحات عديدة كالتجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية وغيرها، بدأت كلمة "ذكي" تنتشر مؤخراً بين شركات التقنية لترسم التوجه الجديد لمستقبل مختلف الأجهزة الإلكترونية. فهناك اليوم الهاتف الذكي والبطاقة الذكية والبيت الذكي والسيارة الذكية والآن نحن بصدد الحصول على تلفاز ذكي. الأمر الذي يجعلنا نتسائل عما إذا كان كل ذلك سيجعلنا نحن البشر أكثر ذكاءاً؟ خصوصاً المستخدمين منا لهذه التقنيات.


أعلنت شركة جووجل في (20/5/2010) بأنها على صدد تدشين منتج جديد يندرج تحت قطاع التلفزيونات الذكية أسمته تلفاز جووجل (Google TV). سيتم تطوير هذا المنتج بالتعاون مع شركتي سوني (Sony) لإنتاج الجهاز المطلوب وإنتل (Intel) لتطوير المعالج المناسب وستقوم شركة جووجل بتطوير نظام التشغيل والتطبيقات اللازمة. طبعاً تم الإعلان بأن هذا المنتج لن يكون كباقي أجهزة التلفاز، بل سيتميز بمزايا أكثر تجعله أكثر ذكاءاً من كل ما عهدنا في أجهزة التلفاز. سيتمكن الجهاز الجديد من دمج مزايا الحاسوب والإنترنت مع المزايا الحالية لأجهزة التلفاز. أي سيكون بالإمكان الإتصال بالإنترنت عن طريق جهاز التلفاز. طبعاً ليس هذا بجديد، فهذه الفكرة تعتبر قديمة نسبياً حيث حاولت الكثير من شركات التلفاز والتقنية عمل نفس الشيء من خلال نماذج كثيرة لم تنال الكثير من القبول لدى المستخدمين، ربما لصعوبة قراءة النصوص في مواقع الإنترنت من على بعد أكثر من 3 أمتار وإن كان حجم الشاشة كبير.


من أكثر ما سيتميز به الجهاز الجديد من جووجل أيضاً هو القدرة على البحث على قنوات وملفات فيديو وصور من الإنترنت بالإضافة إلى قنوات التلفاز. أي سيتضاعف عدد ما يمكن مشاهدته على التلفاز من مئات القنوات الآن إلى ربما مئات الآلاف من القنوات وملايين ملفات الفيديو والصور. طبعاً هذه القدرة في عرض الكم الهائل من القنوات يجعل من الجهاز أكثر ترفيهاً وذكاءاً (في نظر المطورين) بحيث سيتمكن المستخدمين من الحصول على جميع ما يريدون من وسائل الترفيه في بوتقة واحدة. فحالياً أجهزة التلفاز تحتوي على عدد معين من القنوات التي يصعب معها متابعة جميع برامجها ربما لإختلاف تواقيت هذه البرامج مع جدول مواعيد المستخدم. الأمر الذي يجبر الكثير من الباحثين عن الترفيه إلى اللجوء إلى الإنترنت لمشاهدة هذه البرامج (المسجلة) في الوقت الذي يشاؤوا وربما أيضاً لتنزيلها على الأجهزة التي يشاؤوا كالهاتف المحمول وغيره. فعن طريق هذا الجهاز الجديد سيتمكن المستخدم من مشاهدة ما يريد وقت ما يريد بإستخدام عملية البحث. فيمكن مثلاً أن يقوم المستخدم بالبحث عن مسلسل معين أو حتى عن لقطة هدف معين في مباراة كرة قدم وسيتمكن جهاز التلفاز من سرد جميع القنوات (سواءً الخاصة بالتلفاز أو الإنترنت) وجميع ملفات الفيديو (من موقع اليوتيوب أو مواقع مشابهه) التي يمكن عن طريقها مشاهدة المراد مشاهدته.


ولأن هذا التلفاز سيأتي بنظام تشغيل مفتوح المصدر من نوع أندرويد، سيتمكن المستخدم من تنصيب العديد من البرمجيات والألعاب المختلفة كما هو الحال اليوم مع أجهزة الهاتف المحمول التي تستخدم نفس نظام التشغيل. فسيكون بالإمكان الرد على البريد الإلكتروني وربما التواصل مع الأصدقاء من خلال برامج الدردشة ومواقع الشبكات الإجتماعية أثناء مشاهدتنا لقنوات الجهاز. كما سيمكن القيام بألعاب تفاعلية مع مستخدمين آخرين في آن واحد كما هو الحال اليوم في أجهزة البلاي ستيشن والأكس بوكس. كل هذا طبعاً سيعود بالنفع الكبير على شركة جووجل وحلفائها من الشركات خصوصاً فيما يخص أرباح المبيعات والإعلانات.


أرى أن هذا الذكاء في هذا المنتج قد ينتج عنه غباء أو تفاهة في التفكير. فكثير من الشركات اليوم تبحث عن الربح من خلال إشباع ملذات الناس كعامل الترفيه هنا من خلال ملايين القنوات المرئية. فنحن اليوم نعاني من كثرة الكم وقلة الكيف في قنواتنا. الأمر الذي شغل أوقات الكثير من شبابنا. فنرى من يشاهد يومياً التلفاز لأكثر من 5 ساعات على حساب جوانب أكثر أهمية كالجانب الديني والإجتماعي والعلمي والعملي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق