دشنت شركة مايكروسوفت في أسبوع واحد
الشهر الماضي منتجين جديدين في عالم التقنية أثارا الكثير من الجدل في
الوسط التقني. ففي الوقت الذي يلوم فيه المحللون بعض الشركات الكبيرة
العاملة في مجال التقنية كشركة مايكروسوفت، ونوكيا بعدم قدرتهما على
الإتيان بمنافس حقيقي لشركتي سامسونج، وأبل، جاء هذا الحدث ردا من
مايكروسوفت على هذه الاتهامات بتدشين منتجين جديدين لهما ما لهما وعليهما
ما عليهما. فالمنتج الأول يعتبر دخولا قويا للشركة في قطاع تصنيع الأجهزة
اللوحية على عكس منتجاتها السابقة والتي انحصرت في برمجيات الحواسيب
وحلولها فقط (Software). أما المنتج الثاني فهو النسخة الجديدة والمطورة من
نظام تشغيل الهواتف الذكية من نوع ويندوز فون 8 على غرار نسختها القادمة
من نظام تشغيل الحواسيب ويندوز 8. الأمر الذي يتماشى مع رؤية الشركة في
تقديم نظام تشغيل واحد يعمل على مختلف الأجهزة الحوسبية. من جانب آخر وبغض
النظر عن عامل الإبهار الذي احدثه تدشين هذين المنتجين، إلا انهما تسببا في
الكثير من الانتقادات من قبل المستخدمين ومطوري البرمجيات وايضا من قبل
حلفاء شركة مايكروسوفت الذين طالما قدما الدعم الكبير للشركة عن طريق صناعة
الحواسيب (Hardware) المناسبة لنسخ نظام التشغيل السابقة. فماذا عسانا
نتعلم اليوم من كل هذه الأحداث الأخيرة وعواقبها؟.
لا تستطيع الشركات اليوم العمل والمنافسة بمعزل عن بعضها، لذلك تسعى أغلب الشركات للتعاون في مختلف عمليات العمل. فشركة ابل مثلا لا تصنع منتجاتها بنفسها بل تستعين بشركة فوكسكون (Foxconn) الصينية في إنتاج مختلف أجهزتها. لذلك فإن هذه التحالفات تساهم في انتاج أنظمة الكترونية موحدة لمجموعة شركات الموردين والمساهمين في خطوط إنتاج الشركات بما يوحد عمليات العمل ويجعلها أكثر كفاءة. وعلى الرغم من الميزة التنافسية التي توفرها مثل هذه الأنظمة إلا أنها قد تتسبب في بعض السلبيات للشركة الأم كزيادة قوة المساومة لدى الموردين بما قد يزيد من أعباء ومصاريف الإنتاج. فمثلا بعد النجاح الكبير لشركة أبل ومنتجاتها في السوق، تأتي فكرة تغيير مصنع الإنتاج (فوكسكون) إلى جهة تصنيعية اخرى غير مجدية وصعبة في الوقت ذاته. الأمر الذي لا يخفى على فوكسكون ايضا خصوصا عند دمجهم في نظام إلكتروني لإدارة مجموعة موردي شركة ابل يصعب عليها تفكيكه بعد عناء تطويره. لذلك تسعى مختلف الشركات إلى كسب مورديها والاحتفاظ بهم بشتى الطرق خصوصا عندما يكونون جزءا وسببا في نجاح المنتجات او الأعمال.
نجد ذلك جليا في تجربة شركة فورد الأمريكية عندما سمحت للزبائن بتصميم
وشراء السيارات عن طريق موقعها الإلكتروني مما اسهم في إيجاد تعارض
(ChannelConflict) بين هذه الوسيلة الإلكترونية والوسائل التقليدية عن طريق
معارض السيارات والوكلاء. فقدرة الزبون على طلب السيارة مباشرة من المصنع
قد توفر عليه الكثير من الجهد والمال، بالإضافة إلى قدرته على إضافة لمساته
الشخصية على خط التصنيع كميزة قد لا تتوفر من خلال منافذ بيع الوكلاء في
الدول. الأمر الذي أغضب الكثير من وكلاء شركة فورد حول العالم مما اضطر
الشركة إلى حذف ميزة الشراء المباشر بحيث يستطيع المستخدم طلب وتفصيل
السيارة من خلال الموقع ولكن عليه ان يتمم عملية الشراء والاستلام من خلال
احد الوكلاء المعتمدين لشركة فورد.
وعلى النسق نفسه، نجد أن سعي شركة مايكروسوفت لتصنيع أجهزتها اللوحية قد يؤدي بها إلى الوضع نفسه. فهل يا ترى ستتفرد الشركة بالإنتاج في قطاع الأجهزة اللوحية على غرار شركة ابل؟ أم انها ستسمح لبقية الشركات المنتجة للأجهزة اللوحية بمنافستها في عقر دارها؟ فلطالما كانت شركة مايكروسوفت تقتصر على تصنيع البرمجيات معتمدة على شركات أخرى كشركة ديل (Dell) وسامسونج (Samsung) وأيسر (Acer) في إنتاج الأجهزة المناسبة لهذه البرمجيات. أما اليوم فنراها تعمد إلى انتاج اجهزتها بنفسها كإشارة ربما الى عدم ثقتها في متانة وجودة أجهزة الشركات الأخرى. أضف إلى ذلك ان الشركات الأخرى باتت تتساءل فيما اذا كانت شركة مايكروسوفت ستنتهج الاستراتيجية نفسها مستقبلا في قطاع الحواسيب المحمولة والمنزلية؟ فهل هناك ضمانات على عكس ذلك؟.
وعلى النسق نفسه، نجد أن سعي شركة مايكروسوفت لتصنيع أجهزتها اللوحية قد يؤدي بها إلى الوضع نفسه. فهل يا ترى ستتفرد الشركة بالإنتاج في قطاع الأجهزة اللوحية على غرار شركة ابل؟ أم انها ستسمح لبقية الشركات المنتجة للأجهزة اللوحية بمنافستها في عقر دارها؟ فلطالما كانت شركة مايكروسوفت تقتصر على تصنيع البرمجيات معتمدة على شركات أخرى كشركة ديل (Dell) وسامسونج (Samsung) وأيسر (Acer) في إنتاج الأجهزة المناسبة لهذه البرمجيات. أما اليوم فنراها تعمد إلى انتاج اجهزتها بنفسها كإشارة ربما الى عدم ثقتها في متانة وجودة أجهزة الشركات الأخرى. أضف إلى ذلك ان الشركات الأخرى باتت تتساءل فيما اذا كانت شركة مايكروسوفت ستنتهج الاستراتيجية نفسها مستقبلا في قطاع الحواسيب المحمولة والمنزلية؟ فهل هناك ضمانات على عكس ذلك؟.
اما بالنسبة لمنتجها الثاني المتمثل في النظام الجديد لتشغيل الهواتف الذكية والمسمى بويندوز فون 8، فبالرغم من الشراكة القوية بين مايكروسوفت ونوكيا في إنتاج مجموعة من الهواتف الذكية التي تعمل على نظام التشغيل السابق (WP7.5) إلا أن النظام الجديد لن يسمح للمستخدمين الحاليين بالترقية وسيكون متاحا فقط للأجهزة الجديدة. الأمر الذي يعتبر صفعة قوية لجميع المستخدمين الحاليين خصوصا اولئك الذين قاموا بشراء هواتف نوكيا (وغيرها) خلال الأشهر الثلاثة الماضية. افلا يعتبر ذلك تخليا من مايكروسوفت عن زبائنها الحاليين بالرغم من حاجتها الشديدة لدعمهم في قطاع لا يعرف غير منتجات أبل وسامسونج؟ ليس ذلك فحسب، فهذا العمل يجعلنا نشكك ايضا في طبيعة علاقة شركة نوكيا بمايكروسوفت. فأجهزة نوكيا الجديدة والتي تعوّل عليها الكثير لاستعادة مكانتها في قطاع الهواتف المحمولة صارت قديمة وغير ذات فائدة في غضون عام واحد. فهل حصل هذا بعلم نوكيا وهي في اشد الحاجة للنهوض والمنافسة؟ كل ذلك يجعلنا نستنتج أن وراء الأسبوع الحافل لمايكروسوفت إخفاقات قد تودي بحصص سوقية كبيرة للشركة وحلفائها. ناهيك طبعا عن بطء الشركة في الإتيان بالجديد إذا ما قورنت بشركة جوجل وأبل وسامسونج التي لا تزال تأتي بالجديد في غضون مدة زمنية لا تتجاوز العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق