الأحد، أغسطس 08، 2010

التلفزيونات المسطحة

من أكثر ما يحير الناس اليوم عند رغبتهم في شراء تلفاز جديد هو المفاضلة بين الكم الكبير والخيارات المتعددة من التلفزيونات المنتشرة في السوق، ناهيك طبعاً عن تعدد الشركات المصنعة والتقنيات المختلفة والمواصفات المتجددة والمعقدة والعروض التسويقية التي تجعل العاقل حيران. أضف إلى ذلك سبب شراء التلفاز والذي قد يضيف بعض الصعوبات في الإختيار كأن يكون فقط لمشاهدة القنوات العادية (standard definition) أو لمشاهدة القنوات والأفلام ذات الوضوح العالي (high definition) أو للعب البلاي ستيشن وغيرها من الألعاب المنتشرة بين شبابنا اليوم، ولربما رغبنا بعمل جميع هذه الأشياء في آن واحد.


أكثر ما يشد الناس اليوم عند زيارتهم لإحدى صالات بيع الأجهزة الإلكترونية لشراء تلفاز جديد هي التلفزيونات المسطحة نظراً لحسن مظهرها وإنتشارها الكبير في الأسواق وإستمرار إنخفاض أسعارها كل يوم. فتقنية التلفزيونات القديمة بتقنية أنابيب الكاثود (CRT) لم تعد تشد الكثيرين منا نظراً لكبر حجمها وربما لإفتقارها لعامل الموضة والعصرية في الشكل رغم رخص قيمتها وقلة مشاكلها وطول عمرها. أظف إلى ذلك أنها تأتي بأحجام صغيرة نسبياً ونقصد هنا مساحة الشاشة (قطرياً) والتي تقاس بالبوصة (الإنش) بحيث لا يزيد حجم أكبر جهاز من هذه الأنواع من التلفزيونات عن 40 بوصة (تخيل المساحة التي سيستوعبها على الطاولة). سيكون حديثنا اليوم عن التلفزيونات المسطحة والفروق بينها لمساعدة كل من ينوي شراء أحد هذه الأجهزة في إتخاذ القرار الأذكى والأنفع.


تأتي التلفزيونات المسطحة بعدة تقنيات تصنيعية مختلفة وتتطور بشكل مستمر مما يجعل شراء آخر ما وصلت إليه التقنية خيار غير مجدي خصوصاً أن الأسعار غالباً ما تكون عالية في البداية وسريعاً ما تبدأ بالنزول. سنحاول في هذه المقالة التركيز على أكثر هذه التقنيات إنتشاراً في الأسواق العمانية وهي تقنية البلازما وتقنية الكريستال السائل المعروفة بــ (أل سي دي) علماً بأن آخر ما وصل إلى أسواق السلطنة هي تقنية (LED) بخاصية إظهار الصور بشكل ثلاثي الأبعاد (3D) والتي يتجاوز سعر النماذج المتطورة منها بعض الأحيان حاجز الألفين ريال عماني.


تختلف تقنية البلازما عن تقنية أل سي دي من حيث التصنيع وجودة عرض الصور في أمور فنية عديدة لن نخوض فيها بالتفصيل حتى لا نشوش على القرّاء الغير مختصين في أمور التقنية. فمثلاً إن قلت لكم أخواني القرّاء أن تقنية البلازما تعتمد في تكوينها على غازات نبيلة ونسبة ضئيلة من الزئبق لإظهار الصور، في حين تعتمد تقنية أل سي دي على الكريستال السائل ومصابيح الفلورسنت، فماذا عساكم إستفدتم من هذه المعلومة في إتخاذ قرار الشراء؟ ذلك بالضبط وأكثر مما نسمعه من كثير من المتخصصين ومن البائعين عند ذهابنا لشراء أحد هذه الأجهزة. فالإختلافات الفنية موجودة في كثير من التقارير المنتشرة في الإنترنت والتي غالباً ما تزيد حيرة المشتري مما قد يجبر بعضنا على شراء أجهزة غالية من باب "ريّح بالك وإشتري الغالي". سأحاول اليوم أخواني القرّاء تحويل المواصفات والتقنيات المختلفة المعقدّة نسبياً بين البلازما وال سي دي إلى أفعال وخيارات بسيطة لكل من يريد شراء جهاز تلفاز جديد بأقل نسبة من التعقيدات الفنية.


هناك مواصفات بسيطة يجب التنبه إليها عند شرائنا للتلفاز الجديد والتي تعتمد كثيراً على أسباب الشراء ومقدرتنا المادية. فإن كان السعر أكثر ما يهمنا في الأمر وفي نفس الوقت نرغب بشاشة ذات حجم كبير (أكثر من 42 بوصة) فالبلازما هو الخيار. فيمكننا اليوم الحصول على شاشة بلازما بحجم 50 بوصة باٌقل من 400 ريال عماني. كذلك إن كنتم تنوون وضع التلفاز في مكان منخفض يسهل على الأطفال الوصول إليه، فالبلازما أفضل لكم بسبب أن تلفزيونات البلازما تأتي بواجهة زجاجية أقوى نسبياً (ضد ضربات الأطفال) من شاشات أل سي دي. وإن كنتم تنوون وضع التلفاز في غرفة مليئة بالإضاءة سواءاّ نهاراً أو ليلاً، فشاشة أل سي دي هي الأحسن لأنها أفضل في إظهار الصور مع الإضاءة الخارجية القوية، في حين قد نجد البلازما تعكس الصور والأشياء الخارجية (glare) في الغرف ذات الإضاءة القوية. أما بالنسبة إلى الشاشات ذات الحجم الصغير (أقل من 42 بوصة) فالخيار الأفضل وربما الوحيد في أغلب الأحيان هو شاشات أل سي دي كونها تأتي بأحجام كثيرة بداية من 13 بوصة إلى أكثر من 100 بوصة. كذلك يجب التنبه إلى الضمان الذي يأتي مع التلفاز بحيث يشمل الشاشة والقطع المختلفة في التلفاز من وكيل يعتمد عليه داخل السلطنة. ويجب التركيز كذلك على منافذ الإتصال (connectivity ports) الموجودة خلف الجهاز والتي تختلف إستخداماتها بإختلاف أذواق الناس ورغباتهم. فمثلاً هناك من يرغب في إظهار الصور أو تشغيل الأفلام بصيغة (DivX) مثلاً مباشرة من التلفاز من خلال شرائح ذاكرة من نوع (USB) وغيرها من بطاقات الذاكرة أو ربما يرغب في ربط التلفاز بالإنترنت أو الحاسوب أو إرسال الملفات الصوتية والمرئية إلى التلفاز من جهاز محمول كالهاتف النقّال وغيرها من الرغبات التي تتطلب منافذ للإتصال ومزايا مختلفة في التلفاز. وهناك من يرغب في تعليق الجهاز على الحائط دون ان يكون هناك أدنى أثر لأسلاك التوصيل، فعليه شراء تلفاز يحتوي على مستقبل قنوات (receiver) مدمج (built-in) بالإضافة طبعاً أن يحرص على وضع مقابس (plugs) الكهرباء ومنفذ صحن الأقمار الصناعية في نفس مكان تثبيت الجهاز عند بناء البيت. وأخيراً يجب أن يدعم التلفاز خاصية إظهار الصور بوضوح عالي (Full HD) والتي باتت تأتي في معظم الشاشات المسطحة ومن المتوقع أن هذه التقنية ستسود جميع القنوات الفضائية بما فيها قنوات النايل سات في القريب العاجل، علماً أننا سنحتاج إلى شراء مستقبل قنوات (receiver) داعم لهذه التقنية لمشاهدة هذه النوعية من القنوات.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيرا على هذه المقالات

    ردحذف