الاثنين، أكتوبر 08، 2012

العروض التجارية في جايتكس للتسوق


بمشاركة أكثر من 120 عارضا وعلى مساحة تغطي اكثر من 35 ألف متر مربع بدأ معرض جايتكس للتسوق في إمارة دبي لأول مرة هذا العام في وقت مغاير لتوقيت المعرض التقني الأكبر جايتكس بهدف توفير مكان أكبر ووقت أنسب لمرتادي هذين المعرضين. فمعظم الشركات العاملة في قطاع التقنية الاستهلاكية في الامارات تتنافس في معرض التسوق لتقديم أفضل العروض التجارية والتي تستقطب الكثير من محبي التقنية والراغبين في شراء الاجهزة الالكترونية والذي فاق عددهم هذا العام في الايام الأولى للمعرض المائة ألف زائر. كانت لي زيارة للمعرض يوم الخميس الماضي لشراء بعض الحاجيات والتعرف عن قرب على جديد المعرض من المنتجات والعروض التجارية. شدني في هذا المعرض كثرة العروض التجارية والتي قد تثير الحيرة لدى المستهلكين من كثرتها وتنوعها وقيمتها المالية. فنادرا ما تشتري منتجا إلا وتحصل (على أقل تقدير) على آخر بالمجان ناهيك طبعا عن كثرة القسائم الشرائية المنتشرة بالمجان وسحوبات الهدايا والتي تجعلنا نتساءل، كيف يمكن لهذه الشركات تقديم هذه العروض التجارية الكثيرة والمحافظة على نسبة الفوائد المادية في نفس الوقت؟ وماهي يا ترى الدروس المستفادة التي تقدمها لنا مثل هذه المعارض الكبيرة الناجحة والتي تعتزم إمارة دبي إقامتها مرتين في العام حسب التعليمات الاخيرة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي؟

تميزت كبرى شركات التقنية في الامارات بأكبر العروض التجارية في هذا المعرض، فهناك من حاولت ان تستقطب الراغبين في شراء الحواسيب المحمولة عن طريق تقديم مجموعة من الهدايا المجانية. فمثلا قدمت احدى هذه الشركات مع كل شراء لأي حاسوب محمول قرص صلب بمساحة 500 جيجابايت وسماعة وهاتف محمول نوع سامسونج أو حاسوب لوحي قياس 7 إنش، وآلة تصوير رقمية نوع نيكون وحقيبة للحاسوب وفأرة وبرنامج مضاد للفيروسات والتي يقدر مجموع قيمتها جميعا ما يقارب المائة ريال عماني. وهناك من الشركات من قدمت قسائم شراء مجانية قيمتها 500 درهم مع كل شراء يفوق الـ1500 درهم، وقامت شركات أخرى بالعديد من السحوبات اليومية على أجهزة أيفون 4S وهناك من تميزت بإجراء نفس السحوبات ولكن كل ساعة خلال أوقات المعرض. ومن الشركات من قامت بتقديم بعض منتجاتها بنظام المزايدة فإن كنت من المحظوظين فقد تحصل على بعض هذه المنتجات بنصف القيمة. وتجدر الاشارة ايضا الى ان المعرض شهد هذا العام انتشارا كبيرا وملحوظا للحواسيب اللوحية الرخيصة والتي ظهرت بشكل اكثر جودة من قبل حيث تشكل هذه الحواسيب خيار رخيص ومقبول لغير القادرين على شراء الانواع الاشهر والأكثر جودة كالايباد والجالاكسي تاب. اضف إلى ذلك ان المعرض شهد ايضا عروضا لمنتجات جديدة كجهاز الجالاكسي نوت الثاني وهاتف الـ HTC الجديد بنظام ويندوز فون 8 المسمى بـ 8X طبعا لم تفتقر هذه المنتجات الجديدة إلى العروض التجارية ايضا فهناك من حاول تقديم جهاز النوت الجديد مع باقة من الهدايا المجانية ايضا كشاحن ومثبت للهاتف في السيارة، وقامت شركة HTC ايضاً بتقبل الطلبات على هاتفها الجديد بعرض ترويجي بقيمة 1999 درهم. كل ذلك واكثر مما ساهم في رفع حجم مبيعات ومكاسب الشركات من معرض هذا العام بما يقدر بـ290 مليون درهم، فكيف تأتي لهذه الشركات تحقيق ذلك في ظل الكم الهائل من المصاريف على شكل العروض التجارية المجانية والعدد الكبير من البائعين العاملين بنظام الدوام الجزئي؟


عند التأمل في هذه العروض التجارية بالمعرض نجد ان معظم الهدايا المقدمة هي في الغالب من الهدايا التي طال عرضها لسنوات في مختلف المحلات التجارية دون جدوى. الأمر الذي يبرر تقديمها للزبائن بالمجان لتشجيعهم على الشراء. فقيمة معظم هذه المنتجات قد تم حسابها في سنوات سابقة كخسائر لعدم اقبال الناس عليها، فالشركات بذلك تضرب عصفورين بحجر. فهي من جانب تسعى لتشجيع الزبائن على الشراء من خلال هذه الحوافز ومن جانب آخر تهدف لتصفية مخازنها من المنتجات المتراكمة غير المجدية. فذلك اشبه بعمل محلات بيع المواد الغذائية والتي تقوم بدمج منتجاتها الغذائية التي توشك صلاحيتها على الانتهاء مع منتجات أخرى على شكل عروض تجارية. أما موضوع القسائم فنظرة متفحصة للشروط تعطينا انطباع مختلف عما هو الحال عليه في الاعلانات. فمثلا هناك قسائم توزع بقيمة 500 درهم من احدى الشركات تشترط شراء منتج من ماركة معينة وبقيمة لا تقل عن 2500 درهم خلال فترة شهرين من الشراء. الأمر الذي يجعل الخيارات محدودة امام المستهلكين خصوصا وهم يحاولون التعافي من حجم وقيمة الشراء الذي قاموا به في المعرض. ختاماً أرى ان علينا في السلطنة الاستفادة من هذه المعارض لتقديم معارض مشابهة بشكل أفضل كمعرض كومكس السنوي بما يتناسب مع خصوصيتنا واحتياجاتنا المحلية. فمثلا، رأيت الكثير من البائعين الذين يعملون بنظام الدوام الجزئي والذين هم في الاصل طلبة في جامعات ومعاهد دولة الامارات يعملون لقاء راتب وعمولات على عمليات الشراء التي يستقطبونها. فماذا عسانا نستفيد من هذا؟ وكيف يمكن لشركاتنا المحلية الاستفادة من العروض التجارية التي اشرنا اليها سابقا كما وكيفا؟ وكيف يمكن لمنظمي معرض كومكس في السلطنة الاستفادة من فكرة تقسيم فترة معرضي جايتكس وجايتكس للتسوق خصوصا وأن الاخير سيتم تقديمه مرتين في العام احدها سيكون خلال شهر ابريل القادم والذي يتزامن ايضا مع توقيت معرض كومكس في السلطنة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق