الأربعاء، فبراير 24، 2010

مستقبل التقنية في معرض سي إي أس

شهد مطلع الشهر الماضي (يناير) إفتتاح معرض الإلكترونيات الإستهلاكية (Consumer Electronics Show) الدولي في مدينة لاس فيجاس التابعة لولاية نيفادا الصحراوية الأمريكية والذي إنتظره الكثيرون بفارغ الصبر. حيث يعد هذا المعرض من أكبر وأقدم المعارض العالمية في هذا المجال حيث كان أول إفتتاح له في عام 1967م. يتميز المعرض بمشاركة كبيرة من كبرى شركات التقنية في العالم حيث زادت عدد الدول المشاركة هذا العام عن 140 دولة قامت بعرض مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية. تتنافس هذه الشركات في عرض أحدث المنتجات الإلكترونية الإستهلاكية والتي يمكن أن نراها في أسواق الإلكترونيات بدأً ربما بالأجهزة المطبخية وإنتهاءً بأجهزة المحترفين. الجدير بالذكر أنه قد تم عرض (تدشين) الكثير من المنتجات الواسعة الإنتشار اليوم لأول مرة في هذا المعرض فعلى سبيل المثال في قطاع تقنية التلفزيونات، تم تدشين التلفزيونات العالية الجودة (HD TV) لأول مرة في هذا المعرض في عام 1998 وتلفزيونات البلازما في 2001م وتلفزيونات بروتوكول الإنترنت (IP TV) في 2005م وأخيرا في عام 2008م تم تدشين التلفزيونات العضوية (OLED TV). الأمر الذي يجعل الكثير من الناس يعشقون التجول في ردهات المعرض وحضور المحاضرات الجماعية لرؤية كل ما هو جديد ربما قبل إنزاله في الأسواق بسنوات. سنقوم اليوم في هذه المقالة بعرض بعض أجدد ما تم عرضه في هذا المعرض من منتجات والتي يعد معضمها في طور التصنيع والتطوير. الأمر الذي قد يستغرق بعض الوقت لنتمكن أن نراها في الأسواق.


لعل من أهم ماشد الحضور في هذا المعرض هو التلفزيونات المنزلية ثلاثية الأبعاد. طبعا تقنية الرؤية ثلاثية الأبعاد ليست بجديدة علينا، حيث أن هناك دور سينما عالمية (مثل IMAX) تعرض برامجها وأفلامها بشكل ثلاثي الأبعاد. الجديد في هذه التلفزيونات هو عدم حاجة الفرد منا إلى لبس أي جهاز أو نظارة خاصة، فقط تأمل في الشاشة وسترى المناظر والصور بشكل ثلاثي الأبعاد وكأنك تشاهدها تحدث أمامك أو من خلال نافذة منزلك. من أفضل ماعرض في هذا الأطار كان من شركتي سوني وباناسونك وأل جي، حيث يتوقع أن تنزل هذه التلفزيونات في الأسواق في السنة المقبلة وبأسعار في متناول (البعض).


أما السيارات فكان لها نصيب كذلك بمنتجات مستقبلية كأمثال أجهزة القياس (Dashboard) الجديدة المزودة بمعالج من نوع إنتل أتوم(Atom)، وبشاشة لمس ومعالج رسوم من نوع إنفيديا تجرا (NVIDIA Tegra2) وغيرها الكثير من المميزات. فقد قامت شركة فورد الأمريكية بعرض منتجها من هذا الجيل من أجهزة القياس (MyFord) وكذلك شركة اودي (3D MMI) وشركة مرسيدس. سيستطيع جهاز القياس في سيارتك المستقبلية أخي القارئ أختي القارئة أن يتواصل معك عن طريق الإنترنت أو عن طريق جهازك المحمول بحيث تستطيع أن تقفل أو تفتح السيارة من بعد والتحكم في كل ميزاتها عن طريق الإنترنت. أظف إلى ذلك إمكانية دمج جهاز القياس ببرمجيات مشهورة كأمثال جووجل إيرث ومواقع الشبكات الإجتماعية مثل فيس بوك (Facebook) وتويتر (Twitter) بحيث يتكامل النظام في خدمة الزبون. السؤال هنا، ما تأثير هذه التقنيات على نسبة الحوادث المرورية؟


أما في قطاع التصوير فقد قامت شركة باناسونك بعرض الكاميرا الجديدة والتي سنستطيع من خلالها فقط أن نأخذ صورا وفيديو ذا بعد ثلاثي بدلا من الطريقة الحالية المتبعة لتطوير المشاهد ثلاثية الأبعاد، والتي يقوم من خلالها المصور بإستخدام كاميرتي تصوير رقمية للتصوير ومن ثمّ دمج التصويرين بإستخدام جهاز الحاسوب لإعطاء عمق ثالث للموضوع. طبعا يأتي هذا المنتج مكملاً لأجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد الآنف ذكرها بحيث سنستطيع مستقبلاً أخواني القرّاء تصوير لحظات حياتنا الجميلة وإعادة مشاهدتها أو بالأحرى إعادة حياتها وكأننا نعيد الوقت للوراء. طبعا يجب أن تكونوا أعزائي القرّاء مستعدين لدفع مبلغ 21 الف دولار، ما يعادل 8 آلالف ريال عماني لهذه الكاميرا. ليس كثيرا لجهاز العودة بالزمن الذي طالما تناولته أجهزة الإعلام.


كما قامت العديد من الشركات بعرض الكثير من المنتجات المدهشة والغريبة في نفس الوقت كأمثال أدوات الإستحمام الملونة والتي تتلون بفعل إنسكاب الماء بألوان مختلفة. كما تميزت بعض الهواتف المحمولة بأجهزة عرض (Projector) يستطيع من خلالها صاحب الجهاز رؤية ملفات الفيديو أو عرض الملفات التجارية على أي سطح أملس مثل جهاز أل جي اكسبو (LG eXpo). كما قدمت شركة لايت بلو أوبتكس (Light Blue Optics) منتجها الجديد (Light Touch) والذي يستطيع من خلاله المستخدم تحويل أي سطح أملس كسطح المكتب إلى شاشة إدخال بيانات ملونة تعمل باللمس. كل ذلك والكثير الذي يمكنك أخي القارئ أختي القارئة معرفته من موقع المعرض الإلكتروني (www.cesweb.org) أو أحد المواقع الإخبارية المختصة بالتقنية مثل (ces.cnet.com) و (www.engadget.com/ces).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق