نبارك لكم بدايةً أعزائي القرّاء حلول العام الهجري الجديد داعين المولى عز وجل أن يديم علينا وعلى الأمة الإسلامية نعمة الأمن والأيمان ويديم على سلطاننا الصحة والعافية (آمين). دُشن يوم أمس التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2010 في السلطنة وبدأ في أرجاء السلطنة الحبيبة أكثر من 6500 من موظفي ومسؤولي التعداد مهمتهم في جمع وتنظيم البيانات اللازمة لدفع عجلة التنمية في البلاد للأمام. طبعاً لا يخلوا مثل هذا المشروع الضخم من توظيف للتقنيات الحديثة في تسهيل عمليات التعداد المختلفة من جمع وتخزين وتحليل البيانات بشكل فعّال وناجح. يكفي أن تزوروا أخواني القرّاء موقع التعداد الإلكتروني لتلمسوا التوظيف الحسن للتقنية. سنقوم في هذه المقالة بإستعراض أهم التقنيات المستخدمة في تعداد 2010 من أجل التوعية بأهمية هذا الحدث على مستقبل عماننا الحبيبة.
تأتي في البداية بوابة التعداد الإلكترونية (www.omancensus.net) والتي تم فيها توفير جميع المعلومات الخاصة بمختلف عمليات التعداد لضمان التوعية الصحيحة بأهمية هذا الحدث. كما تم في هذا العام أيضاً وللمرة الأولى إستحداث الخيار الذاتي (الإنترنت) في تعبئة البيانات بحيث يستطيع الساكن أن يقوم بتعبئة بياناته الخاصه بأريحية وخصوصية أكثر من خلال بوابة العد الذاتي (ez.census.gov.om). فطالما وجد موظفي التعداد العديد من الناس الذين يتحرجون من الإفصاح عن بعض البيانات الخاصة أمامهم. فهذا الخيار اليوم يأتي لخدمة مثل هؤلاء الناس وأيضاً لأولئك الذين قد لا تتناسب جداول عملهم مع زيارات موظفي التعداد بحيث يستطيع الفرد منا تعبئة بعض البيانات في وقت ما ومتابعة تعبئة بقية البيانات في وقت لاحق. كما تستعرض البوابة أيضاً إمتثالاً لمتطلبات تطوير المواقع الحكومية، سياسة الموقع في حفظ خصوصية وسرية بيانات المشتركين والتي يكفلها القانون الإحصائي في السلطنة الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 29/2001. طبعاً تعتبر خدمة العد الذاتي إختيارية حيث تم جمع رغبات السكان في إستخدامها قبل بداية التعداد. وسيتم بدايةً إرسال موظفي التعداد لأولئك الناس الذين لم يشتركوا في خدمة العد الذاتي، وبعد ذلك لأولئك المشتركين في الخدمة والذين لم يتسنى لهم تعبئة البيانات إلكترونياً.
كما سيتم في هذا العام إستخدام الأجهزة الكفية (Handheld Devices) في جمع البيانات المطلوبة في جميع مناطق السلطنة. تجدر الإشارة إلى أن السلطنة بدأت في إستخدام هذه الأجهزة في تعداد عام 2003 في محافظة مسقط فقط وبذلك أعتبرت الدولة الأولى في العالم التي إستخدمت الأجهزة الكفية بنجاح في عمليات التعداد. في الوقت ذاته عانت كبرى دول العالم في توظيف نفس التقنية في عمليات تعدادها كالولايات المتحدة الأمريكية والتي إستخدمت نفس التقنية فقط في هذا العام بعد معاناة مريرة مع عمليات التعداد بإستخدام الأوراق والأقلام. تأتي هذه الأجهزة الكفية لتسهيل مهمة موظف التعداد في جمع وتدقيق جميع البيانات المطلوبة بالشكل الصحيح. كما يستطيع النظام في الجهاز تنبيه الموظف في حال نسيان بعض المعطيات وإرشاد الموظف إلى مواقع المساكن من خلال خرائط رقمية ونظام معلومات جغرافي (GIS) مدمجين في الجهاز. كل ذلك مما يوفر الكثير من الجهد والوقت والمال في جمع البيانات وتدقيقها بما يتناسب مع المعايير المطلوبة في التعداد. كما تم أيضاً إستحداث مركز للإتصال (80074000) يعمل على مدار الساعة طوال فترة التعداد لخدمة السكان وموظفي التعداد لإستكمال وتصحيح البيانات وللإجابة على جميع التساؤلات.
من أكثر ما شدني في موقع التعداد (الآنف الذكر) هو تذكيرنا بالمقابلة الرسمية التي تمت مع سلطاننا المفدى في عام 1993 كونه أول مواطن تم عده في ذلك اللحين. تلك المقابلة التي تُرسل العديد من رسائل التشجيع والتوجيه للشعب والقاطنين أجمع بضرورة أخذ هذا المشروع مأخذ الجد. من هنا يجب التنبيه بأهمية التعاون والتكاتف جميعاً من أجل إنجاح هذا المشروع الوطني الكبير والتي تُعوّل عليه البلاد الكثير من أجل مستقبل أكثر إزدهاراً لعماننا الحبيبة. فهو بذلك يعتبر نقطة إنطلاق جديدة لبناء خطط تنموية أكثر دقة وفاعلية مما يحقق الرخاء والسعادة للأجيال القادمة. من أجل ذلك، فإن أقل ما علينا عمله تجاه هذا البلد المعطاء أن نتجاوب بصدق وأمانة مع موظفي التعداد وتسهيل عملهم بشتى الطرق. ليس ذلك فحسب، بل علينا التوعية بأهمية هذا المشروع وحث جميع معارفنا لضرورة التجاوب الإيجابي مع مختلف عمليات التعداد. فوجود البيانات الصحيحة والدقيقة عن السكان والمساكن والمنشآت في السلطنة يخدم جميع القطاعات التنموية والبحثية بما يضمن التوزيع السليم للمصادر الإقتصادية في البلاد والتخطيط السليم لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق