(نشرت هذه المقالة في ملحق الحدث بجريدة الوطن يوم السبت 18 ديسمبر 2010 - ملحق خاص تصدره جريدة الوطن بالتعاون مع دائرة العلاقات العامة والإعلام بجامعة السلطان قابوس بمناسبة التشريف السامي لإفتتاح مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي)
تتشرف الجامعة اليوم بموظفيها وطلبتها وجميع منتسبيها بالتشريف السامي لسلطاننا المفدى لإفتتاح المركز الثقافي الجديد بالجامعة. فها هو من جديد قائد الفكر المنير وحامل راية التعليم الشامل في ربوع البلاد (ولو تحت ظل الشجر) يبعث رسالات التوجيه والتشجيع (من جديد) لكل عماني بأهمية التعلم والتعليم من أجل مستقبل أكثر إزدهاراً لعمان. كيف لا وهو من أخذ البلاد من ظلام العزلة والجهل إلى نور العلم والريادة في جميع مجالات الحياة. فأصبحنا اليوم نفاخر الأمم بإنجازات النهضة المباركة التي إتسمت بالعقلانية والواقعية والتخطيط السليم المدروس بدون إفراط ولا تفريط. فحُق لك يا بلادي أن تفخري بباني النهضة المباركة، وحق لك يا جامعة السلطان أن تتشرفي بالمقدم السعيد لراعي الفكر السديد.
تأتي الزيارة السامية تتويجاً لإنجازات الجامعة في ميادين العلوم والبحوث والتطوير ولتنير الطريق لمزيد من الجهد والبذل من أجل الإرتقاء بالفكر العماني والثقافة الشاملة في البلاد. فقد أصبح اليوم الإنسان العماني في أحيان كثيرة يضاهي في الفكر والعلوم بقية الناس في كبرى دول العالم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إستطعنا مرات عديدة في كلية التجارة والإقتصاد من إرسال طلبة للمشاركة في مؤتمرات عالمية في عدة دول كإيرلندا وماليزيا وغيرها من دول العالم. ولم تكن المشاركة مقصورة على الحضور والإستماع، بل أيضاً تضمنت إلقاء أوراق عمل بحثية (من عمل الطلاب) تنافس نضيراتها من البحوث العالمية. وأصبح طلابنا الذين لم يكملوا بعد متطلبات شهادة البكالوريوس يناقشون مسائل بحثية مع المشاركين الذين كان أقلهم تعليماً هم من طلبة شهادة الدكتوراه. حتى أني أذكر قيام أحد الحضور من جنسية أوروبية (مبهوراً) بعد إنتهاء مجموعة من الطالبات العمانيات من إلقاء ورقة عملهن البحثية، متحدثاً إلى جميع الحضور بأن أداء الطالبات العمانيات قد غير فكره المغلوط عن تأخر النساء المسلمات بشكل عام (علمياً) والعربيات بشكل خاص. شهادةً تشهد بجهود الحكومة الرشيدة في صناعة الإنسان العماني فكراً وهويةً وعلماً ليتبوأ مراتب الريادة والتميز في شتى الميادين.
سيدي السلطان لكم الولاء والعرفان على ما قدمتوه لهذا الشعب العظيم وتقف أمامكم عبارات الشكر والثناء عاجزة عن التعبير. ليس لدينا أبلغ مما وصانا به رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام قائلاً "من صُنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء"، فجزاك الله خيراً يا سلطاننا المفدى وأمدكم بوافر الصحة والعافية وحفظكم لنا ولعمان، وحفظ عمان لكم ولنا آمنة مزدهرة مدى الدهر (آمين).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق