يفتتح اليوم الإثنين معرض الاتصالات وتقنية المعلومات (Comex) في السلطنة الذي من
المزمع أن يأتي هذا العام بحلة جديدة من خلال ثلاثة أقسام رئيسية هي قسم الخدمات
الالكترونية الحكومية وقسم رجال الأعمال وقسم آخر للتسوق. هذا طبعاً بالاضافة الى
المؤتمر المصاحب الذي يستهدف المختصين وأصحاب القرار المهتمين بأمور التقنية
بالاضافة الى سلسلة من حلقات العمل التي تستهدف عامة الناس وزوار المعرض باختلاف
اهتماماتهم وتخصصاتهم. سيكون لي شرف المشاركة في تقديم إحدى حلقات العمل هذه غداً
تحت عنوان «نظرة على المستقبل: تقنيات وأنماط جديدة». تدور فكرة الحلقة حول أننا
لا نستطيع اليوم تجاهل الدور الرئيسي لتقنية المعلومات وأنظمتها المختلفة في تعزيز
اقتصاديات الدول عن طريق تسهيل الخدمات ورفع الانتاجية والكفاءة في العمل. لذلك ونظراً للتطور السريع في قطاع تقنية المعلومات كان من المهم
بمكان أن نؤكد على ضرورة تلمس هذا التطور والتغييرات النمطية في استخدام التقنية وتوظيفها
لتحسين قراراتنا في هذا الشأن. فقد أصبحت هذه التغييرات تحصل بشكل أسرع من قدرتنا
على مجاراتها مما قد يجعلنا نخطئ أو نستعجل في بعض استثماراتنا في هذا الجانب.
لذلك وجب على المختصين وأصحاب القرار النظر في جديد التقنية القادمة في الأمد
القريب أو البعيد بشكل استراتيجي ووضعها ضمن أولويات العمل. فمثلا وبالرغم من كثرة
العروض التي قد يوفرها معرض كومكس للمتسوقين، الا أنني لا أنصح أحد بشراء أجهزة
حاسوب جديدة في هذا الوقت لعدة أسباب خاصة بالتقنيات القادمة، فلماذا يا ترى؟
محاولة معرفة التقنيات القادمة قد يكون صعباً على الكثيرين لاندراج
التقنية اليوم تحت كثير من التخصصات والصناعات. فأكثرنا يهتم بالتقنيات التي تستهدف
المستهلكين الأفراد بشكل عام كالهواتف والحواسيب وأجهزة التلفاز وملحقاتها من
الأجهزة والبرمجيات المكملة لها. رغم ذلك فعملية البحث في الانترنت عن التقنيات
الناشئة (Emerging Technologies) قد
تعطينا تقنيات في تخصصات متعددة كتلك التي يشير اليها المنتدى العالمي الاقتصادي
مثل تقنيات الطاقة البديلة وتقنيات البيولوجيا الاصطناعية وتقنيات الثورة الخضراء (Green Revolution) التي تهتم بتكاثر المحاصيل الزراعية صناعياً بشكل يحافظ كذلك على موارد
البيئة ومناخها. أي أن هناك تقنيات قد تعكس اهتمامات الفرد الشخصية أو العلمية أو
العملية وهناك أيضاً تقنيات تحاول توفير الحلول ذات التأثير الأشمل على المناخ أو
البيئة أو على البشر أجمع. لذلك سنقوم اليوم بمحاولة فرز التقنيات القادمة واختيار
بعضها ذات العلاقة المباشرة بنمط حياة أكثر زوار معرض كومكس واهتماماتهم بما قد
يفيدهم في اتخاذ قرارات أكثر صواباً وفاعلية.
أعلم أن هذا قد يزعج بعض الشركات ولكن للتعقيب على الملاحظة التي طرحت
سابقا بضرورة التأني وعدم التعجل في شراء الحواسيب من معرض كومكس (الا اضطراراً)،
فالسبب يكمن في الجيل الثالث من معالجات انتل (Intel)
المعروفة باسم (Ivy Bridge) التي من
المتوقع أن نراها في أجهزة الحواسيب ابتداءً من هذا الصيف والربع الأخير من هذا
العام. طبعاً سبب التأخير في حصولنا على هذه الأجهزة بشكل عام هو محاولة بيع أكبر
عدد من الأجهزة القديمة ذات المعالجات السابقة خصوصا أجهزة الجيل الأول من سلسلة
معالجات الآي (i3 i5 i7). أضف الى ذلك أن النسخة
الجديدة من نظام التشغيل ويندوز 8 يتوقع تدشينها في شهر أكتوبر من هذا العام التي
من المتوقع حسب وجهة نظري أن تحدث ثورة في قطاع أنظمة التشغيل على غرار ما أحدثته
نسخة ويندوز 95 في القرن الماضي. فشراء جهاز حاسوبي اليوم بمعالج قديم خصوصا من
صنف معالجات الجيل الأول لا ينصح به مطلقاً لأنه وفي خلال أشهر معدودة سنستطيع
الحصول على أجهزة بمعالج حديث يتصف بقدرات رسومية عالية مع دعم عالي لتقنية (USB3.0). كما ان الأجهزة الحالية ستأتي مع نسخة الويندوز 7، مما يعني أن سيترتب
علينا شراء نسختنا الخاصة من ويندوز 8 عند تدشينها بدلا من الحصول عليها كجزء من
عملية الشراء. أظف الى ذلك أن من المتوقع أيضاً أن تنتنج لنا ويندوز 8 أشكال جديدة
من أجهزة الحاسوب التي قد تأتي بمزايا هجينة بين ما يعرف اليوم بالاجهزة اللوحية
وأجهزة اللاب توب. فالشهور القادمة ستزيل الستار عن أجهزة جديدة مصنعّة خصيصا
للاستفادة من مزايا نظام ويندوز 8 الجديدة مما سيعطينا خيارات أكثر عند الشراء.
أما لأولئك المهتمين بشراء أجهزة هواتف جديدة فأقول لهم أن التقنية
القادمة هي في الأجهزة ذات المعالجات رباعية النواة كأجهزة أتش تي سي (HTC) الجديدة أمثال (One X) والجهاز
المترقب من سامسونج جالاكسي في نسخته الثالثة (Galaxy
S3) المزمع تدشينه خلال الأيام القادمة. وللمختصين في الشبكات اللاسلكية
فاطلب منهم متابعة التقنية القادمة والبديلة لشبكات الواي فاي (WiFi) المعروفة باسم اللاي فاي (LiFi) والتي
تعتمد على أضواء الـ (LED) أو ما
يسمى (Light Emitting Diodes) في ارسال
البيانات بسرعة فائقة تصل الى 500 ميجابت في الثانية. وللمهتمين في تطبيقات الويب
والبرمجة فأنصحهم بتقنية الـ (HTML5) ولمحبي الألعاب
فأنصحهم بعدم انتظار جديد مايكروسوفت (XBOX 720) أو سوني (PlayStation 4) واللذان لا أعتقد شخصيا ان نرى أيا منهما
هذا العام أو العام المقبل. هذا بالاضافة الى العديد من التقنيات القادمة في مختلف
التخصصات والتي أنصح المهتمين والمتخصصين بدراسة خياراتهم الحالية والمستقبلية
ومقارنتها مع احتياجاتهم الفعلية للوصول الى قرارات الشراء الأصلح.