لطالما تساءلنا عما اذا كانت كبرى الشبكات الاجتماعية في العالم
(فيسبوك) تستحق كل هذا التقييم المالي العالمي والذي
يقدر بأكثر من 93 مليار دولار. فماذا
تبيع فيسبوك؟ وما هي أصولها؟ وكيف يمكن لها أن تجني هذه الايرادات الهائلة؟ هل
صحيح أن أرباحها هي في الغالب من الدعاية و الاعلانات؟ وكيف استطاعت هذه الشركة
تحقيق أرباح صافية بنهاية عام 2011 تقدر بمليار دولار؟ الأمر الذي يجعلنا ننظر
بشيء من التوجس لعملية الاكتتاب العام لأسهم الشركة المزمع أن يبدأ الشهر المقبل.
فما هي الضمانات على نجاح الشركة واستمراريتها وهي لا زالت في عامها الثامن؟ ناهيك
طبعاً عن عملية الاستحواذ المفاجئة التي قامت بها الشركة مؤخراً عندما همت بشراء
شركة ناشئة اسمها انستاجرام (Instagram) بقيمة
هائلة تقدر بمليار دولار. فما هي هذه الشركة؟ وما هي الأسباب وراء هذه العملية
الكبيرة التي تعتبر الأكبر على الاطلاق في مجال برمجيات الهواتف المحمولة خصوصا
وأن انستاجرام لم تبدأ مرحلة تكوين الأرباح؟
ان كان عمر فيسبوك لم يتجاوز الثمانية أعوام وهي تقدر اليوم بما يقارب
المائة مليار دولار، فليس غريبا على عالم التقنية وثورة المعلومات أن تبرز لنا
شركة جديدة لم تتجاوز الثلاثة أعوام وتحتوي فقط على 13 موظفاً وتبيع منتجا واحدا
فقط بقيمة شرائية تساوي مليار دولار. لعل أكثر القرّاء غير المستخدمين لأجهزة
الآيفون لم يسمعوا بهذه الشركة، ببساطة لأنها عبارة عن تطبيق قام به مؤسسو هذه
الشركة بدايةً على أجهزة الآيفون بشكل ذكي يسمح للمستخدمين بتعديل الصور التي
يلتقطونها عن طريق هواتفهم بشكل سهل وممتع، بالاضافة الى قدرتهم على مشاركة هذه
الصور مع زملائهم ومعارفهم وأصدقائهم وكأنهم في برنامج دردشة خاص بالصور. كل ذلك
جيد ولكن ما زال السؤال مطروحا أمام الباحثين والمختصين، هل فعلاً يستحق هذا
التطبيق وهذه الشركة هذا السعر؟ ولماذا اختارت شركة فيسبوك هذا التوقيت (قبل موعد
الاكتتاب) للقيام بعملية الشراء؟ ولماذا تم اختيار هذه الشركة التي لم تبرهن بعد
عن ربحيتها حسب ما قال معظم المحللين؟ وأكثر من هذا وذاك، لماذا؟ ما هي الفوائد المرجوة
من هذا الاستحواذ؟ خصوصا وشركة فيسبوك تتربع على رأس هرم الاعلام الاجتماعي بحيث
باتت جميع الشركات الأخرى والدول أيضاً تحسب لها ألف حساب.
سأحتفظ برأيي الخاص الى نهاية المقالة ولكن دعونا نستعرض آراء
المحللين في هذا الجانب. فقد قامت كبرى مواقع العمل التجاري والتقني في الانترنت
بتحليل هذا الموضوع مستخلصين بعض التوقعات أو المبررات التي وجدوها منطقية نوعا ما.
فهناك من ذهب الى أن فيسبوك تحتاج لزيادة عدد المستخدمين والمشاركين بموقعها.
طبعاً من السذاجة بمكان أن نصدق هذا التحليل كون شركة فيسبوك تحوي اليوم أكثر من
850 مليون مستخدم والعدد في ازدياد، قارن هذا بعدد المشاركين في انستاجرام والذين
وصلوا مؤخرا الى 30 مليون فقط. فعدد المستخدمين لا يعني الكثير لفيسبوك اذا ما
قورن بكيفية جني الأموال والأرباح من هذا العدد المتزايد. وهناك من ذهب الى أن
فيسبوك تنبأت بنجاح هذه الشركة خصوصا مع توقع ازدياد عدد المشاركين فيها الى 100
مليون مستخدم بعد تدشين نسختها على أجهزة الأندرويد. فالاستحواذ هنا هو بمثابة
وسيلة دفاع في عالم مليء بالتنافسية. وهناك من يضن بأن فيسبوك لا زالت تفتقر للوجود
في عالم المحمول بحيث تعتبر عملية الشراء هذه دخولا ناجحا في هذا العالم من خلال
النجاح الذي استطاعت انستاجرام تحقيقه في غضون سنوات قليلة. وهناك من
يضن بأن الموضوع ليس الا موضوع بيانات الكترونية بحيث ستستطيع فيسبوك الحصول على
ما يقارب من 100 مليون صورة تم اضافتها الى قواعد بيانات شركة انستاجرام ألمر الذي
سيتيح لها الحصول على أرباح من هذه الصور التي قد تحوي منجما من الذهب اذا أحسن
استغلاله.
كل ذلك وأكثر من التوقعات التي لا نعلم الى الآن حقيقتها وربما كان
السبب هو مجموعة الأسباب آنفة الذكر. في رأيي الخاص، الموضوع ليس خاصاً بعدد المستخدمين
وليس خاصا بموضوع البيانات ففيسبوك تقدم خيارات عدة لمستخدميها للمشاركة بالصور
والفيديو والنصوص عن طريق موقعها الناجح والذي يتيح خيارات أكثر. فمستخدمو فيسبوك
يقومون بتحميل ما يقارب من 100 مليون صورة يوميا، تحوي كلا منها على معلومات خاصة
بمواقع التصوير مع القدرة على وضع علامات خاصة بها تشير الى أسماء الأشخاص
والأماكن ومعلومات أخرى أكثر خصوصية. الموضوع
في نظري هو ربما خاص بالتوقيت وبنمط الاعلام الاجتماعي القادم. فالتوقيت (قبل موعد الاكتتاب) يعطي زخما كبيرا للمستثمرين بنجاح
فيسبوك وقدرتها المالية التي ربما لم تختبر الى الآن كونها كانت و مازالت شركة خاصة
لا تحتاج لعرض نتائجها المالية مع العامة. ومن جانب آخر، نجاح تطبيق انستاجرام
يعطي مؤشرا الى نمط جديد أثبت نجاحه في عالم الشبكات الاجتماعية بحيث بات الخيار
أمام فيسبوك اما أن تنتهج نفس النمط ونقصد هنا ليس فقط المشاركة بالصور بل القدرة
على تصفية الصور وتعديلها بأشكال مختلفة قبل تحميلها والذي يخلق بعداً آخر لوسائل
التواصل الاجتماعي المتوفرة حالياً في فيسبوك، واما أن تستحوذ على الشركة للبدء من
حيث انتهت. فلنا هنا في شركة جوجل عبرة عندما قامت بتطوير تطبيق جووجل+ كمنافس
لفيسبوك الذي ما زال يعاني في تحقيق التفاعل والتنافس المطلوب.
اووووووووووف ... معقول الخبر هاد ..؟؟
ردحذفخبر عجيييييييييب
ردحذف