الاثنين، أبريل 05، 2010

التقنية للحد من حوادث المرور

يعد إنتشار حوادث الطرق في السلطنة من أهم ما يقلق الجميع شيباً وشبّانا. يكفينا تصفح إحصائيات الإدارة العامة للمرور (www.traffic.gov.om) للتيقن بأهمية هذه القضية والتي إذا حاولنا قسمتها على عدد أيام السنة لأشارت إلى أرقام مخيفة. فعلى سبيل المثال وحسب الإحصائيات الأخيرة، هناك تقريباً شخصين يموتان في السلطنة على الأقل ومالا يقل عن 22 مصاباً (يوميا)ً من جرّاء هذه الحوادث وكأننا (لا سمح الله) نستمع إلى أخبار أحد الدول المبتلية بالحروب. جائت هنا التوجيهات السامية للتنبيه بأهمية الحد من حوادث المرور والعمل على إتخاذ القرارات والإجراءات للتقليل من هذه الحوادث. الأمر الذي يجعلنا جميعاً نتكاتف لإبداء الرأي والمشورة والعمل الدؤوب الذي من شأنه الخروج بتوصيات وأعمال تسهم في التقليل من حوادث الطرق في السلطنة. سنقوم اليوم في هذه المقالة بسرد أهم التقنيات المستخدمة عالمياً للحد من حوادث السير وإمكانية تطبيقها في السلطنة.


لعل من أهم أسباب حوادث الطرق تلك الأسباب التي تتعلق بالسائق، كالسرعة الزائدة وعدم الإنتباه والإنشغال بغير الطريق (كالهاتف والمذياع) وتناول المسكرات والمخدرات والتعب أو النعاس. في هذا الجانب، قامت كبرى شركات السيارات بتطوير العديد من التطبيقات والتي نرى بعضها اليوم في السيارات الفارهة ونتوقع رؤية البعض الآخر في السيارات المستقبلية. فعلى سبيل المثال، قامت شركة فولفو السويدية بتطوير منتج ألكوجارد (Alcoguard) لمنع السائقين السكارى من قيادة السيارات. فقبل أن يقوم السائق بتشغيل السيارة، يحتاج لأن يقوم بعمل إختبار بسيط (النفخ) من خلال جهاز معين لقياس نسبة الكحول في الدم. على ضوء نتيجة هذا الإختبار، ستقوم السيارة بتشغيل المحرك أو رفض ذلك. كذلك هناك نظام التحذيرات من الإصطدام كالذي تقوم بتطويره اليوم شركة فورد الأمريكية ومرسيدس الألمانية والذي يقوم بتنبيه السائق وضغط الفرامل بشكل أوتوماتيكي عند إستشعار إقتراب السيارة من سيارة أخرى أو جسم صلب بسرعة كبيرة. وهناك أيضاً نظام التحذير من تغيير مسار السيارة في الشارع من حارة إلى أخرى للحد من تدهور السيارات جرّاء إنحرافها خارج الشارع بسبب إنشغال أو نوم السائق. أضف إلى ذلك نظام التحذير من وجود سيارة أخرى على جانب السيارة قد لا ترى بسبب النقطة العمياء بالمرايا الجانبية والتي تطوره اليوم شركة جينرال موتورز الأمريكية وايضاً نظام الرؤية الليلية من شركة مرسيدس الألمانية والذي يساعد على تحسين رؤية السائقين في الليل خصوصاً عند إنعدام الإضاءة بالشوارع.


من جانب آخر، تقوم الحكومات كذلك بإستخدام التقنية بطريقة مكملة للتقنية التي تأتي في السيارات. فهناك إنتشار واسع اليوم لأنواع مختلفة من أجهزة ضبط السرعة (الرادار) والتي قامت السلطنة بنشرها في معظم شوارعنا الرئيسية للتقليل من الحوادث الناتجة عن السرعة الزائدة. قامت كذلك بعض الحكومات بنشر كاميرات مراقبة في الشوارع خصوصاً في تلك الأماكن التي تعتبر كنقط سوداء من حيث نسبة عدد الحوادث فيها. تقوم هذه الكاميرات بتسجيل ما يحدث وربما ضبط المخالفين خصوصاً أولئك الذين لا يحترمون الإشارات الضوئية الحمراء. أما أولياء الأمور وأصحاب العمل فعندهم خيار في إستخدام بعض البرمجيات المخصصة للهواتف المحمولة والتي تقوم بمنع السائق من إجراء المكالمات الهاتفية أو حتى قراءة أو إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة. فيمكن اليوم أن نقوم بتثبيت مثل هذه البرامج (كأمثال برنامج iZUP وبرنامج ZoomSafer) في هواتف أبنائنا وموظفينا لمنعهم من الإنشغال بغير الطريق. هناك كذلك برمجيات يمكن أن ترسل رسالة نصية أو بريد إلكتروني بسرعة السائق أو عند محاولته القيام بإتصال هاتفي عند سرعة معينة إلى أرباب العمل أو أولياء الأمور مثل برنامج (Guardian Angel MP). كل هذه البرمجيات تعمل من خلال نظام تحديد المواقع بإستخدام الأقمار الصناعية (GPS).


أود الإشارة هنا إلى مشروع جديد قام به أحد المبدعين العمانيين (جميل الشقصي) من كلية التجارة والإقتصاد بقسم نظم المعلومات، والذي يعتبر الأول من نوعه في العالم (على حسب علمي). يهدف هذا المشروع إلى التقليل من حوادث الطرق الناتجة من السرعة الزائدة بإستخدام التقنيات اللاسلكية المختلفة. لن أقوم بنشر جميع تفاصيله حفاظاً على سرية البحث والذي يسعى فيه الباحث الآن لتسجيل براءة الإختراع ومن ثم إلى تقديمه من خلال ندوة شرطة عمان السلطانية "نعم للحد من حوادث المرور" المزعم عقدها في مايو المقبل. من هنا نطالب الجهات المعنية بإستغلال مثل هذه التقنيات العالمية أو العمانية الصنع للحد من حوادث الطرق في البلاد.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم دكتور
    انا اشكرك جدا ع الموضوع الرائع وانت بالفعل دكتور عظيم وكبير اخلاقيا وفكريا لاسيما في ميدان العلم والعمل
    نحن نعتز بك في جامعتنا وانت فخر لكل مواطن
    اننا ندرك مدى تعاونك مع جميع الطلبه و

    ردحذف
  2. درة الإيمان8 مايو 2010 في 1:59 م

    جميل الشقصي ..
    الأستاذ الذي يجب أن يقف الإعلام والدولة فخرا به
    قد أظلم حقه بوضع مقال صغير وكأنه خجل من الظهور ..!

    وحتى في قسمي لم أجد أي شيئا يدل على افتخارهم باحتوائهم شخص عظيم كـ الأستاذ
    سوى مقال بكف اليد قد قطع من الجريدة وعلق على طرف لوحة الإعلانات ..! ( الحمدلله ! )

    لو كان لاعبا أو مغني هل سيلاقي نفس الاهتمام ؟!
    سؤال معلق بالنسبة لي ..!!

    شكرا لك أستاذي

    ردحذف