من أكثر ما يقلق الطلبة الدارسين في الكليات والجامعات اليوم هو كيفية الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج. فنرى معظم الطلبة يلجؤون قبل التخصص أو قبل إختيار الكلية إلى السؤال عن المجال الأفضل من ناحية توفر الوظائف في سوق العمل، متجاهلين في ذلك ميولهم ورغباتهم الشخصية. ففكرة التعلم من أجل الوظيفة صارت الغالبة علينا جميعاً، ومن النادر اليوم أن نرى أحد الطلبة يهتم بالتعلم من أجل التعلم فقط. ففي مثل هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم حيث بلغ التنافس والتطور في جميع مجالات الحياة أشده، بات من المألوف علينا أن نحاول مواكبة هذا التقدم في إختياراتنا وإن لم تتماشى هذه الإختيارات مع رغباتنا وميولنا.
أتاحت لي وظيفتي في الجامعة مقابلة المئات من الطلبة الباحثين دوماً عن التخصص الأنسب (من ناحية الوظيفة طبعاً) ضناً منهم أن التخصص (فقط) يضمن لهم الوظيفة. فمن أكثر ما أسمعه هذه الأيام كلما حاولت إقناع بعض الطلاب بأهمية تخصص نظم المعلومات هو "ماشي وظائف في تقنية المعلومات ". الغريب في الأمر أن بعض هؤلاء الطلبة هم في الأصل من المتميزين في مجال تقنية المعلومات ولكنهم إختاروا مجالات أخرى ضناً منهم ان تخصص نظم المعلومات "ما فيه وظائف"، فهل هو كذلك فعلا؟. سنحاول في هذه المقالة اليوم توضيح هذه الفكرة وسرد بعض النصائح للطلبة الدراسين للحصول على الوظيفة التي يريدون قبل غيرهم.
من أكثر المغالطات التي يقع فيها الطلبة بغض النظر عن تخصصاتهم هو قرن الوظيفة بالرزق، فنراهم يتطلعون إلى المستقبل بخوف شديد من أن (لا سمح الله) لا يجدوا وظيفة ومن ثم لا راتب ولا سيارة ولا زواج ولا بيت ولا لقمة عيش. طبعاً هنا يجب تذكير الطلبة إلى قضية التوكل على الله بدلا من التواكل، فالرزق تكفل به الله سبحانه وتعالى حيث قال عز من قائل "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات 22) وقال تعالى " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" (هود 6). فالرزق آتٍ لا محالة فقط علينا أن نأخذ بالأسباب حتى لا نكون من المتواكلين، فما هي أفضل الأسباب بعد التوكل على الله؟
من أهم ما أنصح فيه الطلبة اليوم للحصول على أفضل الوظائف المتوفرة في السلطنة ليس إختيار التخصص بل هو التميز في التخصص. فإذا قارنا بين تخصص نظم المعلومات ومرادفها من التخصصات كأمثال تخصص علوم الحاسوب أو هندسة الحاسوب قبل أكثر من عشر سنوات والآن، نجد أن التنافس قد إزداد شدة بين الخريجين. فلم تعد جامعة السلطان قابوس هي المصدر الأوحد لهذه التخصصات في السلطنة، فهناك الكليات والجامعات الخاصة ناهيك عن الدارسين خارج السلطنة. فإزدياد عدد الخريجين في هذا المجال جعل الشركات والجهات الحكومية أكثر إنتقاءاً قبل التوظيف. فعندما نسمع عن عدد من الخريجين الذين لم يوفقوا بالحصول على وظيفة في تقنية المعلومات لمدة زمنية طويلة، فلعل من أهم الأسباب لذلك هو عدم سعيهم لتمييز أنفسهم قبل التخرج. الأمر الذي قد يحدث للخريج بغض النظر عن تخصصه، فما هي معايير التميز يا ترى؟
هناك عدة نواحي يستطيع فيها الطالب أو الطالبة تمييز نفسه عن غيره، أولها المعدل التراكمي (GPA). قد يبدوا هذا واضحاً ولكن للأسف قليل من الطلبة الذي يعي أهمية هذا المعدل ليس فقط للحصول على الوظيفة المناسبة بل حتى كمؤشر لمستقبل باهر بما يشمله ذلك من الحصول على ترقيات أو دورات تدريبية أو حتى دراسات عليا كالماجستير والدكتوراه. أضف إلى ذلك أنه عند إختيار الطلبة لتخصصاتهم في بعض الكليات الجامعية، نرى المعدل التراكمي يأتي كمعيار أساسي لقبول الطلبة في التخصصات ذات الرواج الأعلى بين الطلاب. كل ذلك يجعلنا نتسائل، كيف يمكن الحصول على معدل ممتاز؟
نص من صميم الواقع ..!
ردحذفقد تبدو عبارة " أريد أخلص بسرعة " هو مجاراة لما يحدث ..!
فكثير من الطلبة حينما يرى أصدقائه قد أنهوا دراستهم يخلق بداخله شعور لديه بأنه أقل مستوى منهم ..!
لذلك نرى أن الكثير من الطلبة يتخرجون معا خوفا من أن يظن الآخرون بأنهم قد فشل أ ضعيف في مستواه ..!!
وبالنسبة للمعدل التراكمي
كثير من الطلبة يعتقد بأن حصوله على معدل عالي قد يضمن له وظيفة ممتازة متجاهلا دور الأنشطة وتقوية شخصيتة من نواحي مختلفة
فهناك طالب معدله 3.5 وخبرته صفر %
وطالب معدله 2.5 وخبرته 90 %
فأيهما أولى بالحصول على وظيفة راقية ؟!
لك الشكر على الموضوع
ودي