الثلاثاء، أبريل 13، 2010

بداية نهاية الفلاش

من منا لا يعرف برنامج الفلاش (Flash) والذي ينتشر اليوم في ما يقارب من 95% من حواسيب العالم أجمع حسب إحصائيات شركة أدوبي (Adobe) وشركة ستات آول (StatOwl) المختصة في إحصائيات مواقع ومتصفحات الإنترنت. الجميع اليوم يحتاج إلى هذا البرنامج والذي قامت شركة أدوبي بإنتاجه منذ منتصف التسعينات لإضافة خصائص تفاعلية (Interactive) ذات طابع متحرك (Animations) أو لعرض ملفات فيديو في الكثير من المواقع الإلكترونية في الإنترنت. فهناك مواقع لا نستطيع الإستمتاع بها والتعامل معها إلا إذا كان حاسوبنا يحتوي على هذا المنتج أو الإصدار الأخير منه كأمثال موقع (Engadget) و (YouTube). وهناك مواقع مطورة بالكامل بإستخدام تصميمات الفلاش كأمثال موقع شركة (HBO) الترفيهية وغيرها. كل ذلك يجعل لهذا المنتج شعبية ونجاح كبيرين في العالم، الأمر الذي بدأ يأخذ منحنى آخر بسبب بعض التحديات المقبلة. سنقوم اليوم في هذه المقالة بتسليط الضوء على تحديات هذا المنتج وكيف تحاول شركة أدوبي التعامل مع هذه التحديات والمحافظة على سيطرتها الغير مسبوقة على واحد من أفضل تصاميم (Format) تطوير مواقع الإنترنت اليوم.


طرحت شركة أبل الأمريكية في يوم السبت الماضي منتجها الجديد (iPad) والذي إنتضره الكثيرون بفارغ الصبر. حيث يعتبره العديد من خبراء التقنية توجه جديد في صناعة الحواسيب الدفترية (Tablet PC) في العالم. يتميز هذا الجهاز بشاشة تعمل باللمس من نوع الكريستال السائل (LED) بخاصية ال (IPS) التي تساعد على الرؤية العريضة عند إمالة الجهاز عمودياً. كما يأتي أيضاً بمعالج من نوع أبل أ4 (Apple A4 Chip) بسرعة 1 جيجاهيرتز وببطارية تعمل لغاية 10 ساعات من العمل المتواصل أو لغاية شهر بوضعية الإستعداد. بالرغم من مزايا الجهاز العديدة إلا أن من أهم ما إفتقر إليه هذا المنتج هو عدم دعمه لملفات الفلاش مما يعني أن المستخدم سيحضى بتجارب غير مريحة عند القيام بزيارة تلك المواقع المصممة بواسطة الفلاش أو تلك التي تعرض ملفات الفيديو بإستخدام نفس التقنية. طبعاً لم يكن هذا خطئاً في الصنع، بل على العكس فقد تعمدت شركة أبل عدم دعم هذا المنتج إيمانا منها بعدم كفائته ووجود البديل الأفضل. فما هو البديل يا ترى؟


قامت مجموعة عمل (WHATWG) والتي تضم بشكل غير رسمي العديد من مطوري مواقع الإنترنت ومطوري متصفحات الإنترنت بالعمل على تطوير لغة جديدة لبناء مواقع الشبكة العنكبوتية (Web) المعروفة بإسم لغة التوصيف (HTML)، الأمر الذي أدى إلى بزوغ تفاصيل بدايات إنتاج النسخة الجديدة من اللغة (HTML 5). تهدف هذه اللغة الجديدة إلى تقليل الحاجة إلى تطبيقات الإنترنت الغنية (RIA) كأمثال برنامج الفلاش الذي نحن بصدده اليوم وبرنامج مايكروسوفت (Silverlight) وغيرها. يقوم هذا التوجه الجديد بمحاولة دمج قدرات عرض ملفات الفيديو وخصائص التفاعل الحركي من خلال لغة التوصيف (Markup Language) للموقع الإلكتروني دون الحاجة إلى برنامج خارجي (Plug In) والذي عادةً ما يستهلك الكثير من قدرات الحاسوب في المعالجة.


لم تقف شركة أدوبي مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات على منتجها الأكثر شعبية في عالم الإنترنت، فقد إستطاعت إقناع شركة جووجل بدمج منتج الفلاش مع متصفحها الكروم (Chrome) والذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي. فعند القيام بتثبيت منتج الكروم من جووجل سيقوم ملف التثبيت بتنزيل منتج الفلاش في الجهاز بشكل آلي كذلك، ليس ذلك فحسب بل ستقوم شركة جووجل بإضافة التحديثات اللازمة لمنتج الفلاش في كل مرة تقوم بتحديث متصفحها الكروم. كذلك قامت شركة أدوبي الشهر الماضي بتطوير ميزات جديدة في الفلاش تستخدم فيها تقنية حوسبة السحاب لتعطي المطورين القدرة على الإتصال ب 14 شبكة إجتماعية (Social Network) من خلال واجهة برمجية واحدة.


مما مضى نرى أن من أهم ما يهدد منتج الفلاش من شركة أدوبي هو عدم دعم منتجات شركة أبل الأمريكية لهذه التقنية ووجود البديل (HTML 5) رغم كونه لا يزال في مرحلة التطوير. الأمر الذي يجبر الكثيرين من مطوري مواقع وتطبيقات الإنترنت بمحاولة تحديث منتجاتهم للإستغناء عن منتج فلاش بقصد الإستفادة من نجاح وإنتشار منتجات شركة أبل بين الناس اليوم كأمثال (iPod) و(iPhone) والمنتج الجديد (iPad). فإنتشار هذه المنتجات بين الملايين من المستخدمين حول العالم ورواج برمجيات شركة أبل كأمثال الآي تيونز وغيرها يجعل لهذه الشريحة من الناس جدوى إقتصادية تسعى لكسبها كبرى شركات البرمجيات. الأمر الذي قد يجبر شركة أدوبي على طرح منتجها الفلاش بنسخة مفتوحة المصدر (Open Source) في المستقبل (البعيد ربما).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق