الاثنين، أكتوبر 18، 2010

ماذا أعددتم لجيتكس يا طلاب التقنية؟

بدأ في هذا الأسبوع معرض جيتكس (Gitex) للتقنية في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والذي سيكون محور حديثنا اليوم فقد إنتظره الكثيرون من محبي التقنية ولم يأبه به جموعاً آخرين كذلك. الغريب في الأمر أن بعض طلاب التقنية لا يعلموا عن جيتكس إلا الشيء القليل والذي ربما لا يتجاوز عن كونه معرضاً لبيع مختلف المنتجات التقنية بمختلف أنواعها وأقسامها. ليس ذلك فحسب فقد لاحظت أن هناك من طلاب التقنية وأقصد هنا طلاب نظم وتقنية المعلومات وطلاب علوم الحاسوب وكذلك طلاب هندسة الحاسوب وغيرهم من ذوي الإختصاص بعالم التقنية من لا يعلم ما هو جيتكس أو في أي مكان من العالم هو. لست هنا للتسويق لهذا المعرض والذي يحتفل هذا العام بإنجازات 30 سنة من التفاعل مع القيادات والصناعات في عالم التقنية، بل إلى ضرورة التوعية بأهمية مثل هذه التجمعات التقنية السنوية على تنمية الفرد منا، حيث يجمع المعرض العديد من الخبرات والقيادات والحلول والمنتجات الفنية في بوتقة واحدة.

دعونا ننظر لجموع العمانيين الذين يذهبون لمثل هذه المعارض (ونخص هنا معرض جيتكس) والذين يمكن تقسيمهم إلى أربعة أقسام. الأول هم مجموعة العاملين والموظفين الذي تبتعثهم جهات عملهم إلى المعرض لبعض الوقت (قد تصل لطوال أيام المعرض) للمشاركة في المعرض أو للتعرف على كل ما هو جديد بأمل إستخلاص بعض الفوائد والرجوع بحلول فنية تناسب مشاكل وتطلعات جهات العمل. والقسم الثاني هم مجموعة رجال الأعمال الذين يهدفون للترويج لشركاتهم والبحث عن فرص عمل مشتركة مع العديد من الشركات التقنية الموجودة هناك. أما القسم الثالث فهم الأفراد المحبين للتقنية والذين يهدفون للتعرف على كل ما هو جديد في هذا العالم المتجدد دائماً بغرض تحديث معلوماتهم وتكوين أكبر كم من العلاقات مع مسؤولوا مختلف الشركات لزيادة رأس مالهم الإجتماعي (Social Capital). أما القسم الرابع وهم الأغلبية فهم من يذهب لزيارة قسم التسوق في المعرض بهدف إستطلاع أسعار مختلف المنتجات وربما شراء بعض الحاجيات التقنية. فأين أنتم من كل هؤلاء يا طلاب التقنية؟ وكيف يمكن لأحدنا تجاهل كل هذا ونحن في أمس الحاجة للمعرفة والتميز في مجال أصبح العالم يتكلم لغته وباتت الشركات لا تقوى على النجاح والمنافسة بدونه؟

من أكثر ما يحزنني في مثل هذه المعارض هو تهافت معظم الناس (وأخص هنا طلاب التقنية) على أقسام التسوق دون أدنى إهتمام بالأقسام الأخرى والتي أراها أهم وأنفع لهم من موضوع الشراء. نعم هناك من يجهز قائمة مشترياته كل سنة بغرض الحصول على أفضل الأسعار والتخفيضات والعروض في قسم التسوق بمعرض جيتكس ولكن لنكن واقعيين، ما هي الإستفادة التي نجنيها من ذلك وأقصد هنا من الناحية العلمية والعملية. قد نستطيع توفير بعض الريالات والتعرف على أسعار العديد من المنتجات ورؤية بعض المنتجات الجديدة في السوق ولكن هناك جانب آخر قد أغفلناه هو من أهم أسباب تدشين مثل هذه المعارض ألا وهو التنمية العلمية والعملية. فنرى اليوم الكثير من طلاب التقنية أو الخريجين الذين يشتكون من قلة الوظائف أو إنعدامها في بعض الأحيان ملقين باللوم في ذلك على بعض الجهات الحكومية أو على المؤسسات التعليمية أو على عدم ملائمة المناهج لمتطلبات السوق متناسين في ذلك أن العملية التعليمية هي أكبر من أن تكون حكراً في منهج دراسي أو مؤسسة حكومية وتعليمية. فإذا فرضنا بأن الأسباب هي فعلاً كذلك، فهل رضيتم يا طلابنا بالحال رغم معرفتكم بنقائصه؟ وكيف عساكم تخططون لنيل التميز في العلم والإمتياز في العمل في مجال لا يرضى بأقل من ذلك؟ أم عساكم تنتظرون الحلول من الأطراف الذين تلومون دائماً والتي كانت حسب إعتقادكم وراء تأخركم؟

رساتي اليوم إلى جميع طلابنا المهتمين بأمور التقنية، يجب أن تؤمنوا بدور الطالب في العملية التعليمية خصوصاً في مجال سريع التطور كمجال تقنية المعلومات، فإن لم تريدوا مساعدة أنفسكم، لن يستطيع أحد مساعدتكم. أنصحكم أن لا تفوتوا فرصة التميز بحضور مثل هذه المعارض وأقصد هنا معرض جيتكس الخاص بعروض وحلول التقنية أولاً والقسم الخاص بالتسوق ثانياً. تجمعوا يا شباب مع بعضكم البعض وإذهبوا سوياً للمشاركة في النفقات والتجول في المعرض، ويا فتيات إذهبن مع أولياء أموركن ولا تنسوا جميعاً بطاقاتكم الأكاديمية والتي ستسهل دخولكم للمعرض. وأعلموا أن يوماً تقضونه في معرض جيتكس هو أنفع لكم من حضور يوم أكاديمي في الكلية. نعم، فاليوم في جيتكس وغيره من معارض التقنية لا يتأتى لنا إلا مرة في العام في حين يمكن لنا إستدراك اليوم الأكاديمي بسهولة. تبادلوا بطاقات التعارف مع من تجدون هناك وحاولوا الإطلاع على الجديد والقادم في المجالات التقنية التي تحبون، فقد يكون ذلك سبيلكم للحصول على عمل في إحدى هذه الشركات أو تدريباً عملياً في المستقبل. وبعد كل ذلك أتحدى أن ترجعوا ذهنياً وفكرياً بمثل ما ذهبتم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق