تردد إسم "البوابة الإلكترونية" كثيراً في الإعلام والصحف وحتى في إعلانات الشوارع مؤخرا خصوصاً بعد تدشين البوابة الإلكترونية للخدمات الحكومية في سلطنة عمان (www.oman.om) في الثامن من شهر نوفمبر الماضي. الأمر الذي يبشر بحقبة جديدة من التعاملات الحكومية تسعى لتوفير المعلومات والخدمات الحكومية في متناول الجميع في كل وقت وحين. سنقوم اليوم في درسنا هذا يتسليط الضوء على هذا المصطلح "البوابة الإلكترونية" وبيان أهم القضايا المحيطة به.
تُعرف البوابة الإلكترونية بأنها موقع إلكتروني في الإنترنت يُبنى كمدخل وكصفحة بدأ لمعلومات وخدمات ومواقع إلكترونية أخرى. تتعدد أنواع البوابات الإلكترونية في الإنترنت بتعدد أهدافها. فهناك بوابات تجارية (Commercial) كبوابة شركة ياهو (Yahoo) والتي قد يعتبرها البعض محرك بحث في حين أنها توفر أكثر من مجرد البحث عن المعلومات، كمعلومات الطقس والأسهم المالية وآخر الأخبار في شتى الميادين. وهناك بوابات الشركات والمؤسسات والتي تُعنى بتقديم جميع المعلومات والخدمات الخاصة بالمؤسسة لأصحاب المصلحة كالمستهلكين والموظفين وغيرهم. وهناك كذلك بوابات الهوايات المختصة بنوع معين من إهتمامات مستخدمي الإنترنت. مثال على هذا النوع هو موقع (www.cnet.com) الذي يعنى بتوفير المعلومات عن كل ما هو جديد في قطاع الإلكترونيات والتقنية. بالإظافة إلى هذه الأنواع، هناك بوابات أخرى خاصة بصناعة معينة كالتعدين مثلاً تجتمع فيها عادة أكثر من شركة تحت نفس القطاع لتبادل الخبرات والمعلومات.
تختلف البوابات الحكومية الإلكترونية عن جميع الأنواع السابقة كثيراً في كونها الأكثر تعقيدا والأكثر شمولاً. ففي حين نرى معظم البوابات السابقة تأتي بمعرفة مسبقة للمستهدفين من هذه البوابات، تأتي البوابات الحكومية برؤية غير واضحة عن ماهية المستخدمين. فالبوابات الحكومية يجب أن تكون شاملة لكل فرد في البلاد بإختلاف أعمارهم وتعليمهم ومستواهم الإقتصادي وإحتياجاتهم وثقافاتهم ومقدرتهم الفنية (المعرفة بتقنية المعلومات) والمادية للوصول إلى البوابة. الأمر الذي يجعل من بناء موقع واحد يسعى لتوحيد جميع تلك الإختلافات في بوتقة واحدة، امراً صعباً. أضف إلى ذلك أن في بعض البلدان يتطلب من البوابة الإلكترونية للحكومات أن توجه المستخدم إلى المعلومة أو الخدمة المناسبة عبر آلاف أو ملايين الصفحات الحكومية الإلكترونية كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً. كما يتطلب من البوابات الحكومية أن تحقق أكبر قدر من الإندماج الأفقي (بين المؤسسات الحكومية) والرأسي (بين مختلف المستويات الحكومية). الأمر الذي قد يجعل تطوير البوابة يمر بمراحل متعددة لصعوبة تحقيق كل ما مضى في آن واحد.
قامت معظم دول العالم بتبني أساليب مختلفة لبناء البوابات الإلكترونية الخاصة بالحكومات. فهناك من إتبع مبدأ الإرشاد الدليلي (Directory) كنظام لإرشاد الزوار إلى وجهتهم كما هو الحال في موقع نيوزيلاند (newzealand.govt.nz) حيث نجد قائمة (دليل) بمختلف جوانب الحياة في البلد. وهناك كذلك مبدأ القنوات (Channels) كما هو واضح في بوابة السلطنة وبوابة سنغافورة (www.ecitizen.gov.sg) وبوابة الولايات المتحدة الأمريكية (www.usa.gov) حيث نجد التقسيم إلى أربعة قنوات رئسيسة (المواطنين، الشركات، الحكومة، الزوار). وهناك من إتبع طريقة حوادث الحياة (Life Events) كما هو الحال في بريطانيا (www.direct.gov.uk) حيث نجد قائمة بمختلف حوادث الحياة التي قد تمر على الفرد البريطاني أو الزائر.
بغض النظر عن الطريقة المتبعة لتطوير البوابة الحكومية والتي يجب أن تراعي ثقافة البلد والمستخدمين، فهناك عدة قضايا يجب أن تدرس عند التخطيط لبناء بوابة إلكترونية حكومية ناجحة منها:
· إثبات هوية المستخدم (Authentication): عند تطوير البوابة لتنفيذ بعض المعاملات الحكومية قد يتطلب معرفة المستخدم والتحقق من هويتة بغية إسترجاع بعض المعلومات الخاصة بالمستخدم من معاملات سابقة. في مثل هذه الأحوال وغيرها، يجب أن توضع آلية للتحقق من هويات المستخدمين ومراعاة عدم إزدواجية التحقق من الهوية عند توجيه البوابة للمستخدم إلى موقع المؤسسة الحكومية الأصلي.
· التخصيص العام (Customization) والخاص (Personalization): يحبذ كثيراً إتصاف البوابات الإلكترونية بأنواعها ومنها الحكومية بهذة الميزتين. فالأولى تُعنى بإعطاء المستخدم القدرة على إضفاء لمسة شخصية على شكل ومحتوى البوابة والتي قد يشترك أكثر من مستخدم في الإختيارات ذاتها كلون الواجهة ومعلومات الطقس أو معلومات عن الوظائف الحكومية في قطاع المحاسبة وغيرها. أما الثانية فهي حين يرغب المستخدم أن يتلقي معلومات خاصة به شخصيا أو بمن يعول كأبناءه وزوجته. فقد يحتاج المستخدم أن يعرف درجات إبنه الفترية في المدرسة ومعلومات أخرى عن مواعيد زوجته الصحية في المستشفيات وغيرها من المعلومات الخاصة تماماً.
· خاصية البحث وتعدد اللغات: يجب أن يوجد في البوابات الحكومية الإلكترونية محرك بحث صغير يستطيع من خلاله المستخدم البحث عن المعلومة أو الخدمة التي يرغب بها والتي قد لا تتوفر مباشرةً من موقع البوابة الرئيسي. كما يجب أن نراعي تعدد الثقافات واللغات في البلاد وتوفير نسخ مختلفة بلغات مختلفة للبوابة الحكومية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق