الاثنين، يناير 18، 2010

الحكومة الإلكترونية عن طريق الهاتف المحمول

شهد هذا العصر تطور ملحوظ وكبير في الاتصالات اللاسلكيه مما شجع الكثير من المؤسسات الحكوميه والخاصه على تبني هذه التقنيه لفتح قنوات عمل مع بعضها البعض من جهه ومع المستخدمين والزبائن الافراد من جانب آخر. ففي السلطنة، شهدت خدمات الجوال في منذ بدايتها في منتصف التسعينات (1996) تطورا وإقبالا جماهيريا منقطع النظير. فقد أظهرت أحدث الإحصائيات إلى أن عدد من يمتلكون أجهزة الهاتف المحمول في سلطنة عمان يفوق عدد السكان، وأن البنية التحتية للهاتف النقال حاليا تغطي أكثر من 95 ٪ من البلاد. لذا فقد صار مألوفا هذه الأيام أن نرى العديد من المواطنين والسكان يحملون معهم أكثر من جهاز نقال ولربما وضعوا على كل أذن سماعة بلوتوث. شيء يجعلنا نتذكر أيام أجهزة النداء الآلي (البيجر - البليب) بشيء من السخريه حيث كنا نتباهى – بعض الأحيان – بوضع الجهاز على طاولات الاجتماعات والمطاعم ونفخر ونفرح عندما يصدر الجهاز نبرته المعهوده مما يجعلنا نهرع ونتازحم على أجهزة الهاتف الثابته او العموميه لتلبية النداء. الشاهد هنا ان عالم المحمول إنتشر بسرعه فائقه مما جعل منه أداة فاعله لرفع كفائة عمل الافراد والمؤسسات فلا يستطيع أكثرنا تصور قضاء يومه بدون جواله. سنحاول اليوم في درسنا هذا مناقشة أبعاد إستخدام بيئة الهاتف المحمول من قبل المؤسسات الحكومية فيما يسمى بالحكومة عن طريق المحمول (mobile government).


يمكن تعريف الحكومة الإلكترونية بإستخدام الهاتف النقال بأنها توظيف للتقنيات اللاسلكية كشبكات المحمول والأجهزة الكفية في توفير المعلومات والخدمات الحكومية للمستخدمين بإختلاف إحتياجاتهم وتخصصاتهم. فهي تبدأ من حيث تنتهي الحكومة الإلكترونية بإستخدام الحاسوب حيث أن الشبكات اللاسلكية تنتشر في أماكن أوسع من الشبكات الأرضية. كما تعتبر كذلك كعامل مساعد ومحرك للحكومة الإلكترونية من حيث إنتشار ثقافة المحمول بين الناس عامةً وبين فئة الشباب خاصة. فقد بات من الطبيعي أن نرى مجموعه من الأفراد (خصوصا الشباب) يجلسون على نفس الطاوله وكل واحد مشغول بهاتفه المحمول (فلا ندري لماذا إجتمعوا؟). وصار الكثير من الأفراد يتواصلون بإستخدام الرسائل النصيه ربما لأنها أرخص من الإتصالات الصوتيه. حتى في المناسبات الخاصه كالأعراس والولائم نجد بعض الأفراد يهنيء أو يدعو ضيوفه بإستخدام الرسائل النصيه. بالإضافه إلى ذلك، نجد كذلك من يستخدم الرسائل النصيه حتى في العزاء بالرغم من وجود من يعارض هذه الفكره (عندهم حق بصراحه).


أسهمت عدة عوامل في نجاح و إنتشار الحكومة الإلكترونية بإستخدام الهاتف المحمول. منها مثلاً توفر أجهزة الهواتف المحموله بكثره بين الناس وشيوع استخدام تطبيقاتها عالميا كإرسال الرسائل النصيه والمصوره، والاتصال بالانترنت. مما يعني بأن المستخدمين قادرين وجاهزين لاستخدام اجهزتهم لأي تطبيقات تجاريه. كذلك فإن عدم ارتباط المستخدم بمكان معين عند تنفيذ المعاملات عن طريق الاجهزه المحموله يجعلها اكثر تناسبا وجاذبيه لدى الكثيرين. وكما أسلفنا فظهور ما يسمى بثقافة الجوال خصوصا بين فئة الشباب جعلهم يتنافسون في اقتناء كل ما هو حديث وزاد شغفهم لتجربة تطبيقات وبرامج مختلفه وجديده. أظف إلى ذلك إستمرار انخفاض أسعار الهواتف المحموله وتطور الخدمات خصوصا فيما يسمى بخدمات الجيل الثالث التي تمكن الشركات من تطوير تطبيقات أكثر أمنا وذات سرعه أعلى.


تتناسب بعض التطبيقات الإلكترونية الحكومية مع بيئة المحمول أكثر من بيئة الحاسوب كخدمة بلدية مسقط مثلاً لحجز مواقف السيارات بإستخدام الرسائل النصية. في حين يندر وجود خدمات خاصة ببيئة الحاسوب لا يمكن تمديدها وعرضها عن طريق الأجهزة الكفية. من جانب آخر يمتاز الهاتف المحمول بسهولة حمله (mobility) وقدرته على توفير المعلومة أو الخدمة للمستخدم في أي وقت وأي مكان (broad reach). كما يمكن أن تقوم بعض الجهات بتقديم خدمات للناس كل على حسب موقعه الجغرافي فيما يسمى بالخدمات الموقعيه (location-based service). كل ذلك وأكثر يبشر بمستقبل أفضل وأكبر للخدمات الحكومية بإستخدام المحمول الأمر الذي يحتم على الجهات الحكومية في السلطنة ضرورة إستغلال هذه البيئة في تفعيل وتنفيذ تطبيقات إلكترونية تصل إلى المتخدم وقت ما يشاء وأينما شاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق