الأحد، يوليو 04، 2010

الغيرة في عالم التقنية

دشنت شركة أبل الأمريكية بداية هذا الشهر نسختها الجديدة من تلفونها الآي فون والذي جاء بميزات قد لا تكون جديدة تماماً في عالم التقنية ولكن كما عوّدتنا شركة أبل، فهي تقوم بدمج مجموعة من التقنيات المعهودة وتقديمها للمستخدمين بشكل مريح وسلس في الإستخدام. فبدون أدنى شك، باتت الهواتف من نوع الآي فون والأندرويد هما المتربعان على عرش الهواتف الذكية شئنا أم أبينا. الأمر الذي دفع العديد من النقّاد ومستخدمي الهواتف الأخرى إلى محاولة الإيقاع بهذه الأجهزة، وأخص بالقول هنا جهاز الآي فون الجديد (iPhone 4) ففي كثير من الأحيان كان النقد من باب بيان النواقص وخدمة المستخدمين ولكن في بعض الأحيان كان فقط من باب الغيرة والحسد. نعم أعزائي القرّاء، فالحسد والغيرة موجودان ليس فقط في النواحي الإجتماعية ولكن حتى في قطاع الأعمال. فبعض النقّاد والمستخدمين قد لا يرى أفضل من الجهاز الذي بيديه ربما لمعرفته التامة بجهازه ونقص معلوماته أو تجاربه بالأجهزة الأخرى. الأمر الذي تطرقنا لذكر بعض أسبابه في مقالة سابقة والتي تؤدي إلى زيادة إخلاص المستخدمين لنوعية معينة من الهواتف. وهناك من يتم توظيفه (سراً) من قبل شركات منافسه فقط ليقوم بعرض سلبيات الجهاز الجديد في وسائل الإعلام المختلفة وكأنما جاء هذا الإنتقاد من مستخدم عادي ليثير الشكوك والتخوف بين الزبائن. سنقوم اليوم بالتطرق إلى موضوع الغيرة في عالم التقنية مستخدمين جهاز الآي فون الجديد كمثال في سرد أكثر ما يردده بعض النقّاد والمستخدمين عن سلبيات هذا الهاتف الجديد ولكم أعزائي القرّاء الحرية في الحكم على صحة وجدية هذه الإنتقادات.


من أكثر هذه السلبيات المثيرة للجدل هو عدم وجود لوحة مفاتيح وأزرار بالجهاز كما هو الحال في أجهزة أخرى كالبلاكبيري ونوكيا. طبعاً الفكرة هنا أن الأزار أفضل وأكثر دقة في كتابة النصوص وفتح برمجيات الهاتف وإختيار المهام. فالناقد يرى أن جهاز الآي فون الجديد ربما سيكون أفضل وأكثر شعبيةً إذا جاء مع لوحة مفاتيح مدمجة بطريقة أو بأخرى لتعطي الخيار للزبون بإستخدام الواجهة التي يريد. الواضح هنا أن مثل هذه السلبية قد تأتي من أشخاص إعتادوا على إستخدام الأزرار في هواتفهم متناسين أن من أهم ما جاء به الآي فون هو تقنية تعدد اللمس والذي يعتبر من أهم ما حبب الكثيرين في تجربة هذا الجهاز. أظف إلى ذلك أن دقة شاشات اللمس اليوم أصبحت تنافس وبشكل كبير تلك الموجودة في الأجهزة الأخرى ذات الأزرار.


وهناك أيضاً من ينتقد الآي فون لعدم دعمه لبرنامج الفلاش (Flash)، البرنامج الذي ينتشر اليوم في ما يقارب من 95% من حواسيب العالم أجمع حسب إحصائيات شركة ستات آول (StatOwl) المختصة في إحصائيات مواقع ومتصفحات الإنترنت. طبعاً كما هو معروف، كثير من المواقع في الإنترنت اليوم تستخدم هذه التقنية (الفلاش) في التفاعل مع الزوّار بطريقة أو بأخرى. الأمر الذي يعد بتجارب غير مريحة (نظرياً على الأقل) لمستخدمي الآي فون عند القيام بزيارة تلك المواقع المصممة بواسطة الفلاش أو تلك التي تعرض ملفات الفيديو بإستخدام نفس التقنية. جميعنا نسمع عن هذه السلبية وقد لا نعي بالضبط حجم المشكلة ربما لعدم قيامنا بتصفح الإنترنت عن طريق الآي فون. الأمر الذي قد يجعلنا نعتقد أن تصفح الإنترنت في الآي فون سيء للغاية، أسأل مجرب وسترون أن هذه السلبية قد تم تهويلها بشكل كبير. أظف إلى ذلك إنتقادات أخرى بخصوص السعر المرتفع وتدني قوة الإستقبال الشبكي وعدم دعم شركة أبل للبرمجيات مفتوحة المصدر وإحتكارها لنظام التشغيل وسيطرتها على البرمجيات الممكن تنزيلها بالجهاز وعدم قدرة الآي فون الجديد بعمل إتصالات مرئية عن طريق شبكات الجيل الثالث. وهناك أيضاً من ينظر إلى الكاميرا المدمجة بسعة 5 ميجابكسل بأنها قد عفى عليها الدهر فهناك أجهزة هواتف اليوم قد تعدت حاجز ال 10 ميجابكسل من زمن ليس بقريب. كل ذلك والكثير من الإنتقادات التي قد يتساءل فيها أحدنا عن سبب نجاح هذا المنتج عالمياً في ظل هذا الكم الكبير من السلبيات.


في رأيي الشخصي وأنا لست من مستخدمي الآي فون، أرى أن لهذه الإنتقادات أساس في الحقيقة ولكن قد يبالغ البعض في تهويل المشكلة بشكل يثبط الزبائن من شراء هذا المنتج، الأمر الذي قد يحدث أيضاً مع منتجات تقنية أخرى. يجب التسليم هنا بأن شركة أبل قد ساهمت في تطوير قطاع الهواتف الذكية بشكل كبير الأمر الذي يتضح بعمل مقارنة بسيطة جداّ بين أشكال ومزايا الهواتف قبل 2007 (سنة تدشين أول نسخة من الآي فون) وبين الهواتف الذكية اليوم. فمن أهم ما يميز هذا الجيل الجديد من الهواتف الذكية هو التقنية الإبداعية مدعومة بتطبيقات مفيدة وذكية تزيد من إنتاجية الواحد منا بشكل سلس وممتع. أما الأخطاء والسلبيات في قطاع الأعمال والتقنية فهي واردة ومتوقعة، فمن يعمل يجب أن يخطأ وأفضل الشركات هي التي تتعلم من أخطائها بسرعة ولا تكابر في الإستمرار على الخطأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق