الجمعة، يوليو 16، 2010

التقنية ومكاتب السفر

أحدثت الثورة المعلوماتية والرقمية تطوراً كبيراًً في الإقتصاد العالمي على بداية القرن الحادي والعشرين وأصبح في جوانب كثيرة إقتصاداً رقميا (Digital Economy) قائم على التكنولوجيا الرقمية وعلى رأسها الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت). الأمر الذي ساعد الكثير من الشركات في تحقيق مكاسب سوقية كبيرة وأدى كذلك إلى ظهور شركات جديدة معتمدة بالكامل على إستخدام وإنتاج وتسويق التقنية الحديثة كشركة جووجل ومايكروسوفت على سبيل المثال. أظف إلى ذلك أن المؤسسات الخاصة والحكومية اليوم بإختلاف تخصصاتها لا تستطيع العمل والتنافس والإرتقاء بخدماتها وإنتاجياتها في عصر العولمة الذي نعيشه دون إستخدام التقنيات الحديثه على الأقل لتخزين البيانات والمعاملات بسهوله. فالتقنية باتت خير لا بد منه في معظم الأحيان وقد تكون كذلك شر لا مفر منه في بعض الأحيان. نعم أخواني القرّاء فالتقنية قد تسبب بعض المتاعب لنا في بعض الجوانب ولعلنا تكلمنا في مقالة سابقة عن الجانب المظلم لتقنية المعلومات بما له من أبعاد صحية وأمنية ومالية. كما تطرقنا إلى كيف أجبرت التقنية بعض الأعمال التجارية على تبني إستراتيجيات إنتاجية وتسويقية مغايرة عن ما كان معهوداً في السابق. فلم يعد مجدياً اليوم فتح محل لتحميض الصور فقط بعد دخول تقنيات التصوير الرقمي أوج تطورها. كذلك هو الحال مع محلات بيع الأشرطة السمعية والمرئية والتي تعاني اليوم من البديل الأسهل والأرخص المتوفر في الإنترنت ناهيك عن تقنيات النسخ الرقمي والتي كثر إستخدامها بطريقة غير قانونية. سنتحدث اليوم عن تأثيرات التقنية الحديثة على قطاع مكاتب السفر كون معظمنا يعيش حالياً فترة الإجازة الصيفية وربما يجهز العدّة للسفر.


دخلت التقنية وبقوة في قطاع السفريات ولم يعد بالإمكان الإعتماد فقط على التعامل مع الزبائن من خلال الإتصال المباشر (وجها لوجه). فبات بإمكان أي شخص اليوم حجز تذاكر السفر ومكان الإقامة وإستئجار وسيلة النقل وربما شراء حزمة سفر متكاملة عن طريق الإنترنت. كل ذلك قد يأتي بأسعار أرخص وبعروض مغرية، كأن تحصل على ليلة إضافية مجاناً أو رحلة سياحية لنصف يوم وغيرها من العروض المجانية. الأمر الذي (أجبر) مكاتب السفريات على فتح قنوات إلكترونية مع زبائنها لتستطيع بذلك تخفيض بعض المصروفات الإدارية والمكتبية ولتحاول كسب شريحة من زبائن الإنترنت. وماهي إلا مسألة وقت فقط أعزائي القرّاء وسنرى إختفاء تدريجي لمكاتب السفريات بالأسواق وتواجد أكثر في الإنترنت. على الأقل سيتحول التعامل بين هذه المكاتب والزبائن إلى التعامل الإلكتروني إما عن طريق مراكز الإتصال أو عن طريق الإنترنت. فالفجوة الرقمية التي يعيشها كثير من الناس في العالم اليوم هي المبرر الأكبر لإستمرارية مكاتب السفر وغيرها من الأعمال التجارية في التعامل المباشر مع الزبائن.


قامت شركة أكاماي (Akamai) المختصة في توفير وإدارة المحتوى الرقمي لكبرى شركات التقنية في العالم بعملية إستطلاع رأي لتقييم رأي الزبائن في مواقع السفر الإلكترونية العالمية. أسفر هذا الإستطلاع عن إستنتاج متطلبات فنية وشروط مسبقة مهمة يجب مراعاتها من قبل شركات السفر عند تطويرها لقنواتها الإلكترونية. فمن أهم ما أسفر عنه هذا الإستطلاع ثلاثة شروط مهمة يجب أن تتسم بها مواقع السفر الإلكترونية وهي السرعة والكفاءة والإعتمادية. فقد تبين أن معظم المستخدمين لن ينتظروا أكثر من ثلاثة ثوان حتى يفتح الموقع الإلكتروني بكل ما يحتويه من محتوى رقمي (السرعة). كما تبين أن أكثر من ثلث المسافرين لن يعودوا إلى الموقع الإلكتروني إذا ما واجهوا فيه أي أخطاء فنية (الكفاءة والإعتمادية). كما أن ما يقارب من 60% من المسافرين عادةً ما يقوموا بفتح أكثر من موقع سفر إلكتروني في نفس اللحظة للقيام بعملية المقارنة بين هذه المواقع بحثاً عن العرض الأفضل. تبين كذلك أن ما يقارب من نصف المستخدمين قاموا بالتخلي عن طلباتهم الإلكترونية في كثير من الأحيان بسبب زيادة سعر الحجوزات عن ميزانيتهم المحددة أو بسبب طول وصعوبة فهم إجراءات الحجز والتسجيل الإلكتروني. بالإظافة لذلك، فقد تبين رضى نسبة كبيرة من المستخدمين في مواقع سفر ناشئة جديدة كمواقع الرحلات البحرية عن طريق البواخر العملاقة (Cruises) ومواقع إستئجار العطلات (vacation rentals) وتقاسم الوقت (timeshares).


فهذه دعوة لكم أعزائي القرّاء أن تستفيدوا من عروض السفر الكثيرة المنتشرة في الإنترنت والتي تغطي كل دول العالم تقريباً. حتى وإن كانت وجهتكم إلى الدول المجاورة كدولة الإمارات مثلاً فهناك مواقع ممكن أن تعطيكم أسعار تنافسية على حجوزات السكن مثلاً كأمثال موقع (www.arablinkdubai.com) وموقع (www.booking.com)، الأمر الذي قد يأخذ منكم أقل من ربع ساعة فقط لتصفح العروض وعمل الحجوزات في أي وقت من اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق